التربة هي الطبقة الحبيبية أو شبه الحبيبية العليا من غالبية سطح اليابسة، وتتكون من مزيج من المواد العضوية والمعدنية وبعض العناصر الدخيلة التي قد تكون نافعة أو ضارة، وتتشككل التربة نتيجة تفتت الصخور بشكل أساسي وذلك  بفعل عدة عموامل أهمها عوامل الحت والتعرية وكذلك نشاط الكائنات الحية بما فيها النشاطات البشرية والكوارث الطبيعية، وقد تساهم تلك النشاطات الحيوية وغير الحيوية في تحسين نوعية التربة فتزيد من خصوبتها أو تلوث التربة وتدميرها، وتختلف التربة في خصائها باختلاف نوع الصخور الناتجة عنها والعوامل الأخرى المساهمة في تكوينها.

تعتبر التربة هي الحاضنة الأسياسية لغالبية أنواع الكائنات الحية التي تعيش عليها أو ضمنها سواء كانت حيوانات أو نباتات، فهي تمد النباتات بالغذاء وتحجز كميات من المياه على أعماق بسيطة لتستفيد منها النباتات، وتساعدها في تثبيت جذورها، كما تحفر بعض الحيوانات جحورها داخل التربة للاحتماء من الأعداء ومن الظروف الجوية، هذة بالإضافة إلى تشكليها حاضنة حيوية لملايين أصناف الكائنات الحية الدقيقة والديدان التي تساهم في تحلل الجثث والمخلفات وتخلص البيئة منها.

أهم العوامل المؤثرة في تشكيل التربة وتحديد خصائصها

يساهم معدل تشكيل التربة بشكل كبير في تحديد خصائصها ومن أهم العوامل التي تساهم في معدل تشكيل التربة:

  • الظروف المناخية : تعمل الرياح والأمطار والسيول المتشكلة عنها دورا أسياسيا في تكوين التربة، فكل تلك الظواهر الجوية تعمل على تفتيت الصخور الصلبة وتحويلها إلى قطع صغيرة أو إلى حبيبات التربة، وتعمتد نوعية التربة المتكونة على حدة العوامل الجوية واستمراريتها وهو ما يجعل وجود عدة طبقات للتربة.
  • التضاريس: يختلف معدل تشكل التربة على الجبال عنه في المناطق المنخفضة فتجد أن تربة الوديان و السهول أسرع تكوينا من المناطق الجبلية وذلك لأن الأمطار والسيول مثلا تجرف كميات من تربة الجبال باتجاه المناطق المنخفضة مما يساهم في تقليل سرعة تشكل التربة الجبلية وارتفاع معدل تشكيلها في الوديان، كما تربة المناطق المنخفضة تكون غالبا أعمق وأكثر خصوبة لكونها غنية بالمواد العضوية.
  • النشاطات الحيوية: يقصد بالنشاطات الحيوية كل ما تنتجه الكائنات الحية أو الغلاف الحيوي، وتعمل الكائنات الحية على زيادة خصوبة التربة وإلى تقليل معدلات انجرافها وازدياد احتفاظها بالمياه، كما يزيد من تهوية التربة من خلال نشاط الحيوانات الحفارة وجذور النباتات.

مكونات التربة

تتكون التربة بشكل عام من الأملاح المعدنية وهي مجموعة من أملاح الصوديوم والمغنيسيوم والحديد وغيرها وتأتي هذة الأملاح من الصخور التي تفككت وانتجت حبيبات التربة، ويلعب اختلاف تركيز هذة الأملاح في تحديد بعض خصائص التربة الأساسية، كذلك المواد العضوية التي تساعد في إمداد النباتات والكائنات الحية الدقيقية بالغذاء، وتنتج هذة المواد من تحلل الكائنات الحية ومخلفاتها، كذلك تحتوي التربة على كميات من المياه على شكل رطوبة وبعض عناصر الهواء التي تثبتها أو تنتجها الكائنات الحية بمختلف أنواعها.

الطبقات الأساسية للتربة

  • الطبقة السطحية العليا وتتم فيها معظم العمليات الحيوية كما أن معظم التغييرات التي تحدث للتربة تؤثر فيها بشكل أساسي، وتمتد هذة الطبقة من السطح العلوي إلى عمق 10 إلى 15 سم فقط.
  • الطبقة المتوسطة أو الطبقة الدنيا وتأتي تحت الطبقة السطحية وتمتد من عدة سنتميترات إلى أكثر عدة أمتار وذلك حسب طبيعة التربة.
  • الطبقة الصخرية أو الطبقة الأساس: وهي الصخور التي تنتج التربة وتشكل الحاضنة التي تحجز المياه والعناصر الغذائية وهو ما يساهم في تحديد خصوبة التربة.

الخصائص العامة للتربة

لتمييز نوع تربة عن آخر ولتحديد صلاحية الزراعة للاستخدامات المختلفة فإن عدة خصائص يمكن أخذها بعين الاعتبار وأهم هذة الخصائص:

  • اللون: يختلف لون التربة من الأبيض للتربة الكلسية والتي غالبا ما تتواجد في الجبال والتلال، إلى التربة السمراء الغنية بالمواد العضوية والتي تتواجد في الوديان والسهول.
  • التوزيع الحجمي للحبيبات: وهو عامل مهم في تحديد قوام التربة وتجانسها كما أنها تؤثر في قدرة التربة على استيعاب مياه الري.
  • النفاذية: وهي قدرة المياه على اختراق التربة وتلعب النفاذة دور مهم في تحديد صلاحية التربة للزراعة بالتربة عالية النفاذية مثل التربة الرملية تخسر المياه بسرعة وهذا يجعلها غير صالحة للزراعة.
  • درجة الحموضة: ويمكن قياسها في المختبر أو الحقل وتعد حموضة التربة عامل مهم في تحديد الأصناف الزراعية التي يمكن أن تزرع فيها.
  • البناء أو الترتيب الداخلي : ويمثل الترتيب الذي تظهر فيه حبيبات التربة ويكون لهذا الترتيب أثر واضح في تحديد خصوبة التربة وقدرتها على الاحتفاظ بالمياه، ويعتمد بناء التربة على محتواها من المواد العضوية أو الطمي.
  • حد الأفق وهو الحد الفاصل بين قطاع وآخر داخل الطبقة الواحدة ويمكن لهذا الحد أن يكون واضحا مستقيما أو أن يكون متعرج وغير واضح.

أنواع التربة

يوجد في العالم عشرات الأنواع من الترب التي يعتمد في تحديدها على عدة تصنيفات واهم هذة التصنيفات:

  • تصنيف التربة من حيث شكلها: فهناك التربة البنية، والصلصال، والرسوبية، والعضوية، والجيرية، والرملية
  • تصنيف سول وهو تصنيف أمريكي للتربة يتكون من عشرة مراتب للتربة وكلها تنتهي بمقطع سول

وهناك تصنيف بالمنطقة العربية إذ ينتشر نوعين من التربة في معظم الدول العربية وهي تربة البحر الأبيض المتوسط والتربة الرملية.

أهم مشاكل التربة

  • انجراف التربة: يشكل انجراف التربة مشكلة أساسية في البلدان التي يكثر فيها السيول وخاصة في المناطق العالية ويعد القضاء على الغابات والممارسات الزراعية العشوائية أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذة الظاهرة ومن هذة الممارسات حراثة الأرض بصورة غير صحيحة والرعي الجائر والقضاء على المحتوى الحيوي للتربة نتيجة الاستخدام المكثف للمبيدات.
  • ارتفاع نسبة الأملاح: وينتج من زيادة تركيز الأسمدة الكيماوية وطرق الري التي تعتمد على غمر كامل الأرض بالماء وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الأملاح إلى الطبقات العليا من التربة، كذلك الري بالمياه الجوفية مرتفعة الملوحة أو المياه العادمة المعالجة وغير المعالجة، كذلك يمكن للسيول أن تسبب في ارتفاع ملوحة التربة .
  • التصحر وينتج من زحف رمال الصحراء بإتجاه المناطق الصالحة للزراعة ويؤدي التصحر إلى تدمير الأراضي الزراعية والغطاء الاخضر .
  • التلوث: ينتج التلوث بشكل أساسي من النشاطات الإنسانية أو من بعض الكوارث الطبيعية، ويؤثر التلوث في بنية التربة أو نفاذيتها وكذلك يقلل من خصوبتها بشكل كبيرة وقد يجعلها خطرة صحيا على النباتات والحيوانات التي تعيش فيها، ويمكن أن يكون التلوث بالمخلفات الصلبة أو السائلة والتي تنتج من التجمعات السكنية أو المصانع .

تستعمل التربة بشكل أساسي في الزراعة وفي تأمين مواد البناء وخاصة التربة الرملية كما أنها تؤمن الوسط المناسب لتحلل أجساد الكائنات الحية الميتة وكما أنها تستخدم في التحصينات الدفاعية ووسائل العزل الحراري.