آثار الاحتباس الحراري في عملية البناء الضوئي
تُعرّف ظاهرة الاحتباس الحراري بأنّها الازدياد التدريجي في درجة حرارة أدنى طبقة من طبقات الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية، وهو ما ينتج عنه ما نشهده في أيّامنا هذه من درجات حرارة لاهبة وغير محتملة في فصل الصيف وانحباس المطر في فصل الشتاء، إلى جانب حدوث الزلازل والفياضانات التي تؤثر على جغرافية القارات، فمن المعلوم أن جبال الجليد الضخمة في الأقطاب الشمالية والجنوبية للأرض وظيفتها تبريد وتلطيف درجة حرارة سطح الأرض إلى جانب أن الجبال العملاقة تحافظة على توازن الأرض وثباتها، ومع ظاهرة الاحتباس الحراري فإن هذه الثلوج تبدأ بالذوبان مسبّبة انهيار جبال الجليد في البحار ما يؤدي إلى اختلال توازن الأرض بحدوث الشقوق الأرضية والزلازل، وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات بسبب ذوبان الثلوج بها، مسبّبة انغمار اليابسة وزحف المياه عليها وغرقها بشكل تدريجي حتى تغمر كافّة مساحة اليابسة على الأرض ما يؤدي إلى فناء البشرية والقضاء عليها.
أمّا فيما يتعلّق بتأثير الغطاء الأخضر وتأثره بظاهرة الاحتباس الحراري، هناك دراستان إحداهما نظرتها سوداوية لدور النبات بما يقوم به من بناء ضوئي ينتج عنها غاز ثاني أكسيد الكربون بينما الدراسة الأخرى تنظر للأمور بزاوية أكثر إيجابية عن دور النباتات في التخفيف ومواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.
بحسب الدراسة الأولى فإن الأشجار والنباتات تلعب دورًا كبيرًا في ازدياد درجات الحرارة في المستقبل، فعلى الرغم من أن تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون نهارًا فيما يسمى بعملية البناء الضوئي إلاّ أنّها ليلًا توقف عملية البناء الضوئي فتتنفس الأكسجين وتنتج غاز ثاني أكسيد الكربون وهو أحد الغازات الدفيئة التي تعتبر أحد الأسباب المباشرة في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري. وقد أشارت الدراسة إلى أن الغطاء الأخضر حول العالم ينتج ما قيمته 60 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا وهذه النسبة تفوق ما ينتجه البشر عند حرق الوقود الأحفوري بستة أضعاف. وعلى ضوء ما سبق فإن ارتفاع درجة حرارة الهواء المحيط بالأشجار يؤدي إلى تنفّس الأشجار بعمق أكبر وبالتالي زيادة انبعاث الكربون الذي ينتج عن عملية تنفّس الغطاء الأخضر.
بينما الدراسة الأخرى أشارت إلى أن الأشجار قادرة على التأقلم بطريقة تنفّسها مع ارتفاع درجات الحرارة، إلاّ أن الدراسة الأولى بيّنت أن دورة الكربون في العالم شديدة التعقيد بشكل لا يصدّق، إذ إن انخفاض نسبة الكربون التي تنتج عن نظام إيكولوجي واحد ستبحث عن التوازن وهو شأنها بشكل مستمر، وذلك برفع نسبة الكربون في مكان آخر من العالم، ولارتباط البيئة ببعضها بعملية واحدة فإنّ أي زيادة ولو طفيفة تؤثر على المناخ ككل بشكل كبير، حيث يعتبر النظام المناخي معقدًا وهو التحدّي الذي يواجهه كوكب الأرض وليس فقط منطقة معيّنة منه، فما يحدث في منطقة تظهر نتائجه على مناخ الكرة الأرضية ككل. ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري وتفاقم مخاطرها المحدقة بالأرض ما يلي:
التغيرات التي تطرأ على مدار الأرض المحيط بالشمس، وما ينتج عنه من تغيّر في كمية أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض. البراكين التي ينتج عنها كميات كبيرة من الغبار البركاني الذي تؤثر دقائقه على توازن الغلاف الجوي، إلى جانب الغازات التي أحدها ثاني أكسيد الكبريت الذي يبقى لفترات طويلة في الجو مسبّبة حجب أشعة الشمس. الغازات التي تنتج عن فضلات المواشي والتي تعتبر من ضمن الملوثات العضوية. الغازات المنبعثة من الصناعات وعوادم السيّارات تؤدي إلى استنزاف طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة. الأسمدة الكيماوية. تلوّث الهواء.
