تمثل جزيرة حالول نموذج التعايش والانسجام الذي يمكن تحقيقه بين الطبيعة والتطور الصناعي وتقع الجزيرة على بعد 80 كيلومترًا شمال شرق مدينة الدوحة وتشكل المركز القطري لتصدير النفط الخام المستخرج من حقول النفط البحرية.

كانت الجزيرة حتى منتصف القرن العشرين تشكل الملاذ الآمن الذي يلتجئ إليه الصيادون أيام العواصف كما كان البحارة وصيادو اللؤلؤ يتخذون منها محطة للاستراحة أثناء أسفارهم الطويلة في الخليج بحثاُ عن اللؤلؤ.
وفي منتصف خمسينيات القرن الماضي ومع الارتفاع الملحوظ في عمليات التنقيب عن النفط واستخراجه من المياه الإقليمية المحيطة بجزيرة حالول ارتفعت أهمية الجزيرة وازداد الاهتمام بها حيث بدأ استخدامها كميناء تفريغ للسفن التي كانت تشحن المعدات والأجهزة اللازمة لعمليات الاستكشاف والتنقيب.

وفي مطلع الستينيات، ارتفعت أهمية الجزيرة مع بدء إنتاج النفط من الحقول البحرية في المياه الإقليمية القطرية القريبة من الجزيرة حتى باتت الجزيرة ميناء التفريغ للنفط المستخرج من هذه الحقول.

يطغى على الجزيرة الطابع الجبلي ويبلغ ارتفاعها 202 قدمًا عن سطح البحر وقد أنشئت البنية التحتية الأولية فيها بين عامي 1964 و1966 ويتخللها خليج بحري هو خليج حالول الواقع على الجهة الجنوبية للجزيرة وتستخدمه سفن التوريد لدعم العمليات القائمة هناك.

يتواصل العمل في الجزيرة على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع حيث يعمل الموظفون على أساس المناوبة لسبعة أيام متواصلة تليها سبعة أيام راحة. وينقل جميع الموظفين من وإلى مواقع عملهم في الجزيرة على متن المروحيات الخاصة وقد تم تجهيز الجزيرة بمهبط للمروحيات ومدرّج لهبوط الطائرات في حالات الطوارئ.

وتملك البحرية الأميرية القطرية وقوات خفر السواحل قواعد لها في الجزيرة كما أنها مجهزة بالقوارب السريعة لحراسة المنشآت البحرية الحيوية.

المحطات الطرفية وتصدير النفط الخام

  • استجرار النفط الخام من حقول العد الشرقي/ميدان مهزام/بو الحنين/الخليج والكركرة إلى الخزانات الخاصة في جزيرة حالول وذلك عن طريق خطوط الأنابيب الممتدة تحت البحر ومن حقل الشاهين بواسطة الصهاريج إذا ما دعت الحاجة لذلك
  • التخلص من المياه المصاحبة للنفط الخام في الخزانات المائية الجوفية
  • خلط درجات مختلفة من النفط الخام لاستيفاء معايير ومواصفات التصدير
  • نقل النفط الخام المخلوط إلى الخزانات الخاصة
  • تشغيل ومراقبة مختلف المرافق/المنشآت المساندة لعمليات المحطة الطرفية مثل وحدات التحلية (إزالة الملوحة) محطات توليد الطاقة ومحطات غاز الوقود وضواغط غاز الوقود.
  • التنسيق مع شركة أوكسيدنتال بتروليوم وشركة توتال وتوفير الخدمات المتخصصة لهما بحكم قيام الأولى بتشغيل مرافق معالجة المياه المصاحبة للنفط الخام على جزيرة حالول وقيام الثانية بتشغيل مرافق المعالجة على الجزيرة أيضًا.
  • مراقبة المواد وفقًا للمعايير المتبعة في قطاع النفط
  • صيانة كافة معدات الدعم القائمة على الجزيرة بما في ذلك المركبات

تضم جزيرة حالول 11 خزانًا ضخمًا للنفط الخام مصنوعة من الكربون الصلب وتبلغ سعتها الإجمالية 5 ملايين برميل. جميع الخزانات مجهزة بأحدث نظام لمكافحة الحريق ونظام متطور لتبريد هيكلها الخارجي.

يكون النفط الخام المعدّ للتصدير خاليًا من المياه بحيث تفصل المياه المصاحبة للنفط الخام في خزانات خاصة وتنقل إلى محطة خاصة ليعاد ضخها إلى الخزانات المائية الجوفية تفاديًا لأي تلويث محتمل للبحر.

تتراوح كثافة النفط الخام المستخرجة منه المياه ما بين 27 API إلى 40 API ويتم خلطه حتى تصبح الكثافة ما بين 32 و33 API لاستيفاء المواصفات المطلوبة لتصديره.

ينقل النفط الخام إلى الصهاريج بواسطة محطتين للتفريغ تسمحان بتعبئة صهريجين في الوقت نفسه. ويم ضخ النفط الخام إلى الصهاريج بواسطة مضخات كبيرة تصل قدرتها القصوى إلى 75 ألف برميل بالساعة.

الخدمات العامة

هناك محطة لتوليد الطاقة الكهربائية خصيصًا في حالول إذ يتعذر تغذية الجزيرة بالكهرباء بواسطة الشبكة الكهربائية المحلية في قطر. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطة 43 ميغاوات ويتم توليدها بواسطة 9 مولدات توربو تعمل على الوقود والديزل.

محطات تحلية المياه وشبكة مياه الشرب

المياه الصالحة للاستعمال هي مياه البحر التي تتم تحليتها بواسطة مصنعين للتحلية تصل طاقتهما الإنتاجية إلى 400 متر مكعب باليوم. تخزن المياه في خزانات خاصة تصل سعتها إلى 3270 متر مكعب. وتشحن الكميات الأخرى من مياه الشرب من منطقة راس لفان الصناعية على متن بواخر تابعة لشركة قطر للبترول.

مصنع غاز الوقود الحلو

الغاز الحلو هو الغاز الطبيعي الخالي من الكبريت (H2S) ويعد هذا النوع من الغاز الخيار الأول للوقود المستعمل في محطات توليد الطاقة الكهربائية بالجزيرة ويتم إنتاج هذا الغاز من حقل الخليج الذي تتولى تشغيله شركة توتال.

وهناك جهازين لضغط غاز الوقود تبلغ قدرة كل منهما 8 ملايين قدم مكعب باليوم ويستخدم هذان الجهازان لضغط الغاز الحلو وضخه في المولدات الكهربائية.

مصنع غاز الوقود الحامضي

الغاز الحامضي هو الغاز الطبيعي الذي يحتوي على نسبة معينة من الكبريت (H2S) ويعتبر هذا النوع من الغاز الخيار الثاني للوقود المستعمل في محطات توليد الطاقة الكهربائية بالجزيرة. ينقل هذا الغاز إلى جزيرة حالول من حقل ميدان مهزام بواسطة خطوط الأنابيب الممتدة تحت البحر وقد جرى تطوير المصنع حتى بات ينتج 25 مليون قدم مكعب من الغاز باليوم.

وقود الديزل

ينقل الديزل إلى جزيرة حالول من مدينة راس لفان الصناعية على متن الناقلات التابعة لشركة قطر للبترول ويتم تخزينه في خزانات خاصة تصل سعتها لغاية 2.5 مليون لتر.

يعتبر الديزل الخيار الثالث والأخير للوقود المستعمل في محطات توليد الطاقة الكهربائية في الجزيرة وهو الوقود الوحيد الذي تستخدمه جميع المركبات والبواخر على الجزيرة.

أنظمة مكافحة الحريق

تعد مياه البحر الوسيلة الرئيسية لمكافحة الحرائق في جزيرة حالول ويمكن ضخها بقوة إجمالية تصل لغاية 2400 متر مكعب بالساعة.

أما أنظمة مكافحة الحريق بواسطة ثاني أوكسيد الكربون أو السائل الرغوي فيقتصر استعمالها على الآلات والمعدات وخزانات النفط الخام. وهناك أيضًا أنواع مختلفة من مطافئ الحريق الموزعة في مواقع محددة بحسب وجهات استعمالها.

وثمة مركز لرجال الإطفاء يضم فريق عمل متمرّس وعلى درجة عالية من الخبرة والدراية في مكافحة الحريق وهو متوفر على مدار الساعة ويتولى تشغيل نظام مكافحة الحريق كما أنه مجهّز بالمعدات وسيارات الإطفاء اللازمة.

محطة حرق النفايات

حيث أن قطر للبترول ملتزمة بالمحافظة على البيئة، فقد تم بناء وحدات لحرق النفايات يمكن أن تحرق ما يصل إلى 4 أطنان من النفايات الصادرة عن حالول وغيرها من محطات الإنتاج الأخرى في اليوم الواحد.

محطة معالجة مياه الصرف الصحي

تم تأسيس محطة لمعالجة المياه الرمادية بسعة 200 متر مكعب في اليوم الواحد وتُستخدم هذه المياه للري.

محطة النيتروجين

تم تأسيس محطة لصنع النيتروجين وهي تزوّد المنطقة الصناعية ومنطقة العمليات المهمة لأغراض الضغط المنخفض وهي تشكل مرفقًا لتعبئة الأسطوانات القابلة للنقل في ظروف الضغط العالي بهدف توسيع نطاق الاستخدام ليشمل المحطات البحرية المحيطة.

حماية البيئة

بموجب اتفاقية ماربول 73/78، تُصنَّف منطقة الخليج العربي بما في ذلك جزيرة حالول كمنطقة خاصة. وتضمن سلطات حالول الامتثال الصارم للأنظمة الدولية المرتبطة بتلوث البحر بالنفط وتطبق كل التدابير الوقائية الممكنة لتجنب حدوث مثل هذا التلوث. وتطبق سلطات مرفأ حالول مستويات عالية من الحذر واليقظة للحيلولة دون حدوث أي تلوث بحري.

ويتم تخزين المواد الكيميائية المفتتة للنفط وغيرها من معدات منع التلوث النفطي في حالول لمكافحة أي تسربات؛ وستكون حالول مركز الأوامر للجهود المبذولة لمعالجة أي تلوث ناتج من العمليات البحرية.

الحياة البحرية والبرية

تحتل حماية الموارد الطبيعية والمحافظة عليها أولوية كبيرة في الجزيرة. والحياة البرية مكون أساسي في نظام الجزيرة الإيكولوجي وتشجع قطر للبترول السكان على اتخاذ تدابير لإتاحة ازدهار الحياة البرية فيها.

تشكل حالول موطنًا لقطيع من الماعز الجبلي يقدّر عدده الآن بثمانين رأسًا تقريبًا بعد ما تم شحن ستة رؤوس إلى الجزيرة في العام 1963. ويوجد أيضًا 38 صنفًا من الطيور بالإضافة إلى حياة بحرية غنية ويعيش المئات من طيور البحر على الجزيرة خلال موسم الشتاء.

وقد أقيمت ترتيبات خاصة مع وزارة البيئة لمساعدة قطر للبترول على المحافظة على الحياة البرية على الجزيرة ولإيجاد مشاريع لحماية البيئة.

بالإضافة إلى ذلك، تم وضع خطط لإعداد مواقع تضع فيها السلاحف أعشاشها وتُبذل جهود كبيرة لحماية الطيور والنباتات والأسماك في المنطقة. وبهدف تجميل الأراضي وتوسيع المساحات الخضراء، تم زرع مجموعة من النباتات المزهرة والأشجار والشجيرات. وقد قامت قطر للبترول كجزء من استراتيجية تشجير جديدة بزرع أكثر من 400 شجرة مقاومة للملوحة.