يعد نبات اللبلاب إحدى أنواع الفول في عائلة البقوليات وينحدر أصله من أفريقيا حيث يُزرع في جميع أنحاء المناطق المدارية من أجل الغذاء. ويتنوع وجود هذا النبات نظرًا لزراعته على نطاق واسع وبكثرة، ولكنه بصفة عامة، من النباتات المعترشة السنوية أو الدائمة قصيرة الأجل. وبالنسبة لأنواع اللبلاب البرية فهي من النباتات الدائمة المعمرة. ويصل طول ساقه السميكة إلى ستة أمتار وتتكون أوراقه من ثلاث وريقات يصل طول كل منها إلى 15 سنتيمترًا. ويمكن أن يكسو الشعر جوانبه السفلية.

تتألف مرحلة الإزهار من مجموعة عناقيد متكونة من عدة أزهار. وتحتوي عامة أصنافه على زهور بيضاء اللون، بينما الاصناف الاخرى تنطوي على زهور أرجوانية أو زرقاء. أما بالنسبة لثمرته؛ فهي ذات قرون بقولية متنوعة من حيث الحجم والشكل واللون، وعادة ما يصل طولها إلى عدة سنتيمترات، وتكون أرجوانية براقة أو خضراء باهتة. كما أنها تحتوي على أربعة بذور بنية أو بيضاء أو حمراء أو سوداء ويعتمد اللون على حسب الصنف. وأحيانًا تكون تلك البذور بيضاء منقّرة، أما الأنواع البرية فتحتوي على بذور مزرقشة. ويصل طول البذرة الواحدة إلى سنتيمترًا فقط.

بيئة اللبلاب الزراعية

نبات اللبلاب من الخضروات المفضلة في المناطق الإستوائية إذ يتحمل مجموعة من الظروف بدءًا من الجفاف إلى التربة الفقيرة والملوثة، وهو من المحاصيل التي تُزرع باستمرار على مدى فترات طويلة. أما في المناخات الأكثر اعتدالا؛ فهو من المحاصيل التي يصعب زرعها، ولا ينتج قرون جيدة. ولكنه ما زال يستحق أن يُزرع. ويتميز نبات اللبلاب بزهوره الجمليلة والزخرفية بصرف النظر عن كونه محصول نباتي. وتوجد بعض الأدلة عن زرع اللبلاب من البذور المحفوظة منه، كما أنه أصبح أكثر تكيفًا مع المناخ في المملكة المتحدة.

الأصناف والمواد النباتية

يعتبر نبات اللبلاب متنوع ومتغير بشكل لا يُصدق وكما هو متوقع من النبات وتمت زراعته منذ حوالي 3000 سنة. ويشمل لون القرون:

الأرجواني الداكن

الأبيض الضارب إلى الرمادي

ذو نهايات مبقعة بالأخضر

بينما شكل القرون فتكون:

ذات رأس حادة في نهايتها

منتفخة

مستديرة

مسطحة

تأخذ شكل السيف

شكل النصل.

وغالبًا ما تحتوي على حافة خشنة ومتجعدة بشكل غريب.

في بعض المناطق في الهند؛ تُسمى أشكال القرون الصغيرة والمحنية التي تؤكل مثل البازلاء الخضراء باسم “بابري، أو بابادي”، كما تُعرف الأنواع الطويلة والمسطحة باسم “ليفا”. كما تُسمى الانواع المستديرة مثل الفاصولياء ب “فال أو فالور”

تُزهر بعض الأصناف في الليل والنهار على نحو متساوي في المناطق المدارية، والبعض الآخر يُزهر في النهار فقط مثل الأصناف الموجودة في المملكة المتحدة. وللأسف، يوجد في الوقت الحاضر مجموعة محدودة للغاية من الأصناف المتاحة في بريطانيا، ويعد صنف “روبي مون” هو الصنف الوحيد الذي يُباع بشكل شائع ويوجد في مجموعة زخرفية متنوعة ويُزرع لزهوره الأرجوانية الزخرفية. ومن الجدير بالذكر، أنه قد أنقذ بعض الناس بذور اللبلاب (التي تباع في المحلات الآسيوية)، كما تبيع عدة شركات مختلفة البذور عن طريق شبكة الإنترنت.

كيفية زراعة اللبلاب

يحب نبات اللبلاب موسم الزرع الطويل لينمو بشكل أفضل، إليكم خطوات الزراعة:

احضر بذور اللبلاب

ضعها في وعاء به سماد في منتصف شهر إبريل

يجب ان تكون درجة حرارة الإنبات تصل إلى حوالي 65-70 درجة مئوية / 149-158 درجة فهرنهايت

ثم انتظر حيث تأخذ البذور من عشرة إلى عشرين يوم للظهور.

بعدما تظهر الشتلات، احفظها في مكان مضيء ودافيء

اتركهم في الوعاء حتى ينموا.

بعض من تلك الأصناف يتسلق والآخر صغير حجمًا ولكن نادرًا ما تحتاج هذه الأصناف إلى الدعم حتى تنمو على الأقل خمسة أو ستة أوراق.

يمكن أن ينمو البلاب في التربة الفقيرة ولكن يُفضل زراعته في تربة خصبة ومعدة جيدًا، كما يُفضل إضافة السماد للحفاظ على رطوبة التربة. ويحتاج البلاب إلى أشعة الشمس كاملة وواقي من الرياح الباردة.

الآفات والأعشاب الضارة والأمراض

لا تواجه نباتات اللبلاب العديد من المشاكل، على الرغم من وجدود العناكب الحمراء التي تجد اللبلاب من النباتات الجذابة لها في الظروف الجافة، كما أنها تعد من النباتات الجديدة في المملكة المتحدة. وتسقط القرون في الظروف الجوية الجافة نظرًا لإمدادات المياه غير المنتظمة. لذا فإن إبقاء النبات رطب عند الجذور يعد أمرًا هامًا. أما أثناء الظروف الجوية الجافة الباردة، فتتحملها نباتات اللبلاب ولكنها ترفض أن تنمو في ظل هذه الظروف. وإذا استمر الطقس على هذه الحالة السيئة، فإنها قد لا تنضج أبدًا ولكنها غالبًا ما تتحسن مع تحسن الطقس وتنتج الزهور والقرون.

الحصاد والتخزين

تميل نباتات اللبلاب إلى الإزهار في وقت متأخر من موسم الزرع على عكس نبات الفاصولياء. كما أن وقت الحصاد قصير جدًا. وفي بعض الثقافات الأفريقية، تؤكل الأوراق الصغيرة كخضروات، بالإضافة إلى كونها مصدر قيّم للبروتين.

وتعد الزهور مخصبة ذاتيًا مثل الفاصولياء، واقطفها حالما تكون كبيرة وطرية بما يكفي لتناولها. وينبغي ترك أصناف “البابري” حتى تتشكل البذور داخل القرون وتتحبب مثل البازلاء. أما بالنسبة لأصناف فال وليفا، فإنها لا تُخزن بشكل جيد لذا فمن الأفضل تناولها طازجة. يجب ملاحظة، أن بعض الأصناف تحتوي على بذور سامة إذا تم تناولها نيئة لذا يجب عدم تناول بذور اللبلاب وهي نيئة، كما عند طهيها، يجب غليها لعدة دقائق مثل الفاصوليا المجففة. كما يوجد اعتقادًا شائعًا بأن الأصناف ذات الألوان الداكنة تحتوي على مواد سامة اكثر من الأصناف البيضاء والخضراء ولكن هذا ليس صحيحًا بالضرورة.

حفظ البذور

لا تختلط نباتات اللبلاب مع الأنواع الأخرى من الفول لذا فإنها لا تحتاج إلى عزلها، ولكن يمكن عزلها إذا قام شخص آخر بزرعها في نفس المكان الخاص بك. ولحفظ البذور، انتقي عدد قليل من النباتات لتنضج من البداية بدلا من اختيارها لتناولها إذ ان هذا يمنحها وقتًا أطول حتى تنضج في ظروف الطقس غير المؤكدة.

تُسقط بعض الأصناف بذورها من القرون عندما تنضج، والبعض الآخر تجف بذور فيه ولا تسقط. اسمح للقرون أن تُعلق على النبات حتى الأوقات الجافة أو إلى الصقيع. واتركها حتى تجف على الأطباق في الداخل وبعدها تجف نهائيًا للحصول على البذور. وإذا وجدت سلالة جيدة، فمن الممكن حفظ النبات من خلال حفر الجذور إلى حد كبير وتخزينها في أوعية النباتات المستدامة في مكان غير بارد.

اللبلاب كغذاء

كما أشرنا سابقًا فإن اللبلاب يعد مصدرًا للبروتين لكلاً من الإنسان والحيوان. بالإضافة إلى ذلك؛ فإن البقوليات التي تحسن خصوبة التربة تعتبر مناسبة كمحصول غطائي، كما يمكن زرعها بالتناوب مع المحاصيل الأخرى. أما بالنسبة للبقوليات العلفية؛ فهي مهمة نظرًا لإنها تعمل على تحسين خصوبة التربة من خلال تثبيت النيتروجين. وتحتوي على نسبة عالية من البروتين الخام في الأوراق، وغنية بالمعادن (الكالسيوم والفوسفور) والفيتامينات (A، ومركب D).

كما يعد نوع الدوليكوس “Dolichos” (اللبلاب المعترش) المعروف شعبيًا باسم “نجاهي” من البقوليات الدائمة أو السنوية قصيرة الأمد المزروعة كغذاء للإنسان ومحصول للسماد الأخضر وعلف للحيوان. حيث يتم غلي القرون الخضراء الصغيرة والبذور غير الناضجة لتناولها. ومحليًا، يتم استخدام الأوراق الخضراء كنوع من الخضروات الورقية. كما تؤكل البذور الجافة مع إنها تتطلب فترات طويلة لطهيها مع تغيير المياه لمرات عديدة.

بالنسبة لعلف الحيوانات؛ يستخدم النبات بأسره كعلف للماشية إما أخضر أو جاف كالقش. وتميل الحيوانات لأكل الأوراق وترك السيقان لإنها أقوي من الحبوب. كما أن تلك السيقان مصدر كافي للبروتين اللازم ويمكن استخدامها بعدة طرق مختلفة: حيث يمكن كشطها مباشرة كمحصول مصاحب للذرة، أو قطعها وتجفيفها مثل القش، أو خلطها مع الذرة. ويُطعم قش اللبلاب للحيوانات لإكمال جودة سيقان الذرة الرديئة والقش.

فوائد نبات اللبلاب الصحية

يحتوي اللبلاب على العناصر الغذائية المختلفة والمعادن والفيتامينات والدهون التي تساعد على تعزيز الصحة العامة. كما يحتوي على مضادات الميكروبات وميعد ضاد للفطريات ومضاد للالتهابات، ويعد أيضًا منشط ومنقص لكوليستيرول الدم ومدر اللبن. بالإضافة إلى إحتوائه على خصائص مضادة للتشنج والتي تمنع العديد من الأمراض المختلفة. وتساعد المعادن الآتية التي يحتويها اللبلاب على:

1 – صحة الدماغ

حيث يحتوي نبات اللبلاب على عصر النحاس الذ يعد من العناصر الضرورية للمسارات العصبية في الدماغ مثل الجلاكتوز والدوبامين مما يساعد على الحفاظ على الحالة المزاجية، والقدرة على التركيز. وانخفاض نسبة النحاس تؤدي إلى الشعور بالإرهاق وسوء المزاج وصعوبة في التركيز وانخفاض نشاط عملية التمثيل الغذائي. كما يرتبط باستخدام فيتامين C. كما تمنع المواد المضادة للاكسدة الضرر الذي تسببه الجذور الحرة وتبطئ عملية الشيخوخة وأمراض الأعصاب والسرطان.

2 – صحة القلب والأوعية الدموية

يعد فيتامين B1 حيويًا لإنتاج أستيل كولين وهو الناقل العصبي الذي ينقل الرسائل والإشارات من الأعصاب إلى العضلات ويعتمد القلب على هذه الإشارات. ويساعد الاستخدام السليم للطاقة على توفير الإشارات بين الأعصاب والعضلات. وتظهر الدراسات أن فيتامين B1 يساعد على مواجهة أمراض القلب ويعالج قصور القلب.

3 – الوقاية من السرطان

يحتوي عنصر الزنك على مضادات للأكسدة بالإضافة إلى خصائص مضادة للالتهابات والتي يساعد على مواجهة الإجهاد التأكسدي وتقليل خطر الإصابة بالأمراض. كما يساعد الزنك على انقسام الخلايا الصحية، ويمنع تحول الخلايا ويحول دون نمو الأورام. وأظهرت البحوث أن تناول كمية كافية من عنصر الزنك يقلل من الإجهاد التأكسدي بالإضافة إلى الالتهابات والآثار الجانبية. كما يعد الزنك قادرًا على تعزيز النظام المناعي.

استخدامات اللبلاب التقليدية

في شبه الجزيرة الماليزية؛ تُستخد أوراق نبات اللبلاب مع دقيق الأرز والكركم لعمل كمّادة للأكزيما.

يُستخدم النقيع المصنوع من أوراق اللبلاب في علاج مرض السيلان.

في منطقة الهند الصينية، تستخدم الأوراق لعلاج المغص.

وفي شرق أفريقيا، تستخدم الأوراق المسحوقة لعلاج الصداع.

كما تُستخدم الأوراق أيضًا لعلاج اضطرابات المعدة.

تُستخدم الأوراق الخضراء مع الخل لعلاج لدغات الأفاعي.

في رواندا؛ يُستخدم مغلي الأوراق لعلاج مشاكل القلب.

في آسيا، تُستخدم الزهور لمكافحة الفيروسات.

في الهند، يتم استخدام البذور لوقف نزيف الأنف.

في السنغال، يتم استخدام البذور كمقوي للمعدة ومضاد للتشنج وكعلاج لضربات الشمس ومرض الكوليرا.