تعد ثورات البراكين شائعة نسبياً على الأرض، حيث تقذف الصهارة عشرات الأميال من فوهتها البركانية. ولكن، كيف سيبدو الانفجار البركاني على كويكب أو نيزك؟.

وبهذا الصدد، قام علماء بفحص “البراكين المعدنية” على كويكب بين المريخ والمشتري.

تحدث ثورات البراكين مرة كل أربعة أيام تقريباً في جميع أنحاء العالم، مع تسجيل ما يصل إلى 80 ثوراناً عادة في أي عام معين. وكشف العلماء أن الانفجارات البركانية على الأرض ستبدو مختلفة تماماً عن تلك الموجودة على الكواكب أو الكويكبات الأخرى، لأنه ليس كل الكواكب مكونة بالكامل من الصخور.

وتُعرف البراكين بأنها فتحات في القشرة الأرضية، حيث يمكن للرماد الساخن والصهارة والغازات الهروب من قلب الكوكب.

وعندما تتحرك الصفائح التكتونية تجاه بعضها البعض، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اندلاع انفجارات بركانية خطيرة للغاية.

وحدث أحد أشهر الانفجارات البركانية في العالم في عام 1815، عندما أطلق بركان “تامبورا” أكثر من 50 كيلومتراً مكعباً من الصهارة. وانهار البركان على نفسه ليشكل كالديرا بعرض أربعة أميال – حوض مجوف كبير تشكل عندما تم إفراغ غرفة الصهارة.

ولكن بينما نحن جميعاً على دراية بالصور الدرامية للانفجارات البركانية على الأرض، فقد تبدو مختلفة تماماً على الكواكب الأخرى. وليس كل كوكب أو صخرة فضائية لها تركيبة مماثلة للأرض، ما يعني أن الانفجارات البركانية قد لا تشتمل على النوع نفسه من الصهارة.

وعلى الأرض، تتكون الصهارة بالكامل تقريباً من الصخور المنصهرة. ولكن ماذا عن كوكب ليس به صخور كثيرة تحت سطحه، أو كوكب جليدي؟.

يوجد كويكب في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري يتكون أساساً من المعدن – الحديد والنيكل.

وسيكون الكويكب، المعروف باسم 16 Psyche، محوراً لمختبر الدفع النفاث التابع لناسا في المستقبل القريب، حيث يهدف العلماء إلى فهم تكوين الصخور الفضائية الأساسية.

ولم يتم رصد البراكين الموجودة على أجسام كوكبية معدنية، تماماً مثل 16 Psyche، لكن الخبراء قاموا الآن بوضع نموذج لما قد تبدو عليه الانفجارات.

وقالت أريانا سولداتي، من جامعة ولاية كارولينا الشمالية: “البراكين المتجمدة نشاط بركاني في عوالم جليدية، ورأينا ذلك يحدث على قمر كوكب زحل “إنسيلادوس”. ولكن البراكين الحديدية، النشاط البركاني على العوالم المعدنية، لم يتم ملاحظته بعد. وعندما تصهر الصخور في ظل ظروف الفرن القاسية، فإن بعض الحديد سينفصل ويغرق في القاع لأنه أثقل. ومن خلال إفراغ المحتوى بالكامل، تمكنا من رؤية كيف تتصرف الصهارة المعدنية مقارنة بالصخرة”.

وكشف العلماء أن الحمم المعدنية تتدفق 10 مرات أسرع مما اعتدنا عليه على الأرض، وانتشرت بشكل أقل بكثير.

وستنتقل الحمم المعدنية أيضا تحت أي تدفق صخري، وستنفجر إلى عدد من القنوات المختلفة باتجاه الحواف.

وستترك الحمم المعدنية الملساء انطباعاً مختلفاً تماماً على سطح الكوكب، مقارنة بتدفقات الحمم السميكة والخشنة على الأرض.

وقالت سولداتي: “إذا كانت هناك براكين على 16 Psyche – أو على جسم معدني آخر – فلن تبدو بالتأكيد مثل جبل “فوجي” شديد الانحدار، وهو بركان أرضي مثير. وبدلا من ذلك، من المحتمل أن يكون لديها منحدرات لطيفة ومخاريط عريضة. وهذه هي الطريقة التي سيتم بها بناء بركان حديدي – تدفقات رفيعة تمتد على مسافات أطول”.

المصدر: إكسبريس