استوضح الباحثون الروس أن ارتفاع منسوب بحر قزوين منذ 13 – 17 ألف عام قد يكون سبب ذوبان التربة الصقيعية الأزلية في حوض نهر الفولغا.

وليس ذوبان النهر الجليدي، كما اعتقدوا سابقاً.

وتوصلوا إلى هذا الاستنتاج فريق من الباحثين في معهد المياه ومعهد الجغرافيا ومعهد فيزياء الغلاف الجوي التابع لأكاديمية العلوم الروسية وكلية الجغرافيا بجامعة موسكو الحكومية. جاء ذلك في بيان نشرته وزارة التعليم العالي والعلوم الروسية.

يذكر أن الارتفاع الكارثي لمنسوب البحر هو ظاهرة طبيعية وغالباً ما كانت تغرق أراضي شاسعة بمياه البحر. ومنذ حوالي 17 – 18 ألف عام ، بدأ ارتفاع غير عادي لمنسوب المياه في بحر قزوين (العصر الخفالييني المبكر). واستمر هذا “الطوفان” لعدة آلاف أعوام، حيث كان منسوب المياه يرتفع بمعدل يصل إلى متر واحد  أو متريْن كل عام، ونتيجة لذلك، تقدم خط الساحل إلى مئات الكيلومترات في اتجاه مجرى نهر الفولغا. وكان منسوب بحر قزوين في العصر الخفالييني المبكر، أعلى بعشرات الأمتار من المستويات الحديثة. فما هي أسباب هذا الارتفاع غير العادي؟

وتم طرح عدة فرضيات في الأعوام الأخيرة الماضية  للإجابة عن هذا السؤال. ويعتقد البعض أن التغيرات في المناخ القديم وزيادة هطول الأمطار يمكن أن تكون سببا. وعزت فرضيات أخرى ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تدفق المياه من نهر جليدي ذائب، وتأثير التربة الصقيعية الأزلية التي تشكلت في هذه الأراضي، وذوبان  البحيرات الجليدية، وتدفق المياه من أحواض الصرف المجاورة.

وقال الأكاديمي، ألكسندر غيلفمان، مدير معهد المياه إن أية من الفرضيات المقترحة لم تكن مفضّلة في المجتمع العلمي.

وقام العلماء بمراجعة واختبار كل الفرضيات المطروحة وتقييمها باستخدام الأساليب الحديثة لتحليل البيانات القديمة ونمذجة العمليات الطبيعية.

وأجرى الباحثون حملات استكشافية، وجمعوا وحللوا المئات من عينات التربة والغطاء النباتي، وأنشأوا نماذج حاسوبية واسعة النطاق للمناخ والموارد المائية.

وساعدت الحسابات في  استعادة حالة التربة وتقدير الجريان السطحي للقنوات القديمة، والتي تظهر آثارها على الأرض في كل أنحاء حوض الفولغا.

نتيجة لذلك، خرج الباحثون باستنتاج مفاده أن منسوب بحر قزوين لم يتغذ “من الأعلى”، أي من النهر الجليدي، ولكن “من الأسفل”، وذلك نتيجة ذوبان التربة الصقيعية الأزلية التي تشكلت في منطقة الفولغا خلال العصر الجليدي الأخير.

المصدر: روسيا اليوم