تهدد ظاهرة التغير المناخي بما تنطوي عليه من احتباس حراري وجفاف وتصحر وشح أمطار بانهيار التوازن البيئي في مختلف قارات العالم وباضمحلال وجفاف البحيرات والأنهار والمسطحات المائية.

بحيرات العالم تتجه نحو الجفاف

وفي هذا السياق أظهرت دراسة جديدة أن كمية المياه تتقلص في أكثر من نصف بحيرات العالم وخزاناته وهو اتجاه يهدد هذا المصدر الحيوي للمياه العذبة ويُعزى لحد كبير إلى الاحتباس الحراري والإفراط في استخدام البشر لها.

وفق الدراسة التي تم نشرها في مجلة “ساينس” العلمية يعيش نحو 25 % من سكان العالم في مناطق تعاني بحيراتها من الجفاف أو تتبخر المياه في سدودها.

مصدر للمياه العذبة

وتغطي البحيرات قرابة 3 % من سطح الأرض لكنها تمثل 87 % من المياه العذبة السائلة عليها ويتم استخدامها للاستهلاك البشري أو الزراعة أو لإنتاج الكهرباء.

وكانت عاينت دراسات سابقة جفاف وتدهور حالة البحيرات الكبرى بشكل منفرد لكن هذه الدراسة هي الأولى التي تقدم عرضاً تفصيلياً للاتجاهات العالمية وأسباب التغييرات المرصودة بفضل أرصاد الأقمار الاصطناعية.

ماذا يحدث؟

ويقول الأكاديمي وخبير الاستراتيجيات والسياسات المائية الدكتور رمضان حمزة في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”: لدى مختلف الأوساط العلمية حول العالم إجماع على أن تغير المناخ وتأثيره المباشر على الموارد المائية أصبح يشكل أحد التحديات العالمية الكبرى في القرن الحادي والعشرين ولا سيما خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف أن عواقب التغير المناخي الوخيمة تطال مختلف أنحاء العالم من جفاف أنهار وبحيرات أوروبا إلى جفاف نهر كولورادو في أميركا حيث يبدو واضحاً أنه لا أحد بمنأى عن دفع الضريبة ولكن يبقى المتضرر في المقام الأول الدول النامية والأكثر حرماناً وفقراً الأقل استعداداً والأضعف جهوزية لمواجهة الآثار المدمرة لتغير المناخ على مواردها ومسطحاتها المائية.

وقال إن المصادر المائية هي الأكثر عرضة للندرة والشح في ظل تغير مناخ كوكب الأرض بوتيرة متصاعدة غير مسبوقة وتقلباته العاصفة بالتوازن الطبيعي والأحيائي مضيفاً.. أن تغير المناخ المستفحل يفضي بطبيعة الحال إلى زعزعة الأوضاع البيئية والاجتماعية في العالم أجمع كون المياه هي مصدر الحياة وأساس التنمية وبإمكان الاضطرابات والصراعات الناجمة عن نقص المياه وعلى مصادرها أن تقوض عملية صون النظم الإيكولوجية الطبيعية وتدمر استدامة النظم الاجتماعية والاقتصادية.

جفاف البحيرات يؤثر على جودة المياه

وبين الخبير أن جفاف الكثير من البحيرات وخزانات السدود سواء كلياً أو جزئياً يؤثر على جودة المياه بسبب زيادة الملوحة وزيادة تركيز المعادن الثقيلة فيها وبالتالي تغدو ذات تأثير بالغ السلبية على سلامة وصحة البشر وهو ما يحدث الآن بالفعل.

كما يؤثر نقص المياه سلباً على نمو وكثافة الغطاء النباتي ومن ذلك زحف حدود الأراضي المكسوّة بالأشجار نحو العروض العليا أكثر فأكثر بفعل ازدياد درجة الحرارة وفي سياق هذه العملية قد تختفي الأنواع الحيوانية والنباتية الأقل قدرة على التكيف لأن المجتمعات النباتية والحيوانية تستجيب لتغير المناخ على نحو فردي لا جماعي لذا فإن مجتمع الغابة قد لا يستطيع الانتقال بالكامل إلى المستويات العليا للمنحدر.

المعيار في ذلك هو القدرة على التكيف فالأنواع القادرة على التكيف ستنجو بينما ستختفي الأنواع التي تعوزها القدرة على ذلك في إطار تأثير تغير المناخ على التنوع البيولوجي على كوكب الأرض.

على الرغم من كل هذه التغيرات البيئية العاصفة سوف يظل كوكب الأرض عامراً بالسكان وسوف يستمر التفاعل بين الإنسان والطبيعة ذلك أن البشر استطاعوا حتى خلال العصور الجليدية المحافظة على وجودهم.

المصدر: سكاي نيوز

اقرأ أيضاً… تربة الأمازون الداكنة لتحسين البيئة

صفحتنا على فيس بوك