انبعاثات السفن تهدد البيئة البحرية
كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة ” تشالمرز للتكنولوجيا” في السويد أن انبعاثات السفن تهدد البيئة البحرية بما تحويه من معادن ومواد خطرة ويشكل صرف المياه من أجهزة تنظيف غازات عوادم السفن أكثر من 90% من الملوثات عند تقييم حمل الملوثات في أربعة موانئ وفقاً للدراسة.
انبعاثات تهدد البيئة البحرية
وأوضحت الدراسة أنه على الرغم من أن أجهزة تنقية الغاز “أنظمة لتنظيف غاز العادم” الموجودة في السفن تمنع انبعاثات الكبريت المحمولة في الهواء فإنها تطلق ملوثات أخرى مثل المعادن الثقيلة والمركبات العضوية السامة في الماء التي غالباً ما تُصرف مباشرة في البحر دون معالجة وسيطة.
وأظهرت الدراسة أن أكثر من 90% من المعادن الخطرة بيئياً والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات تأتي من مياه تصريف أجهزة تنظيف غازات عوادم السفن في حين شكلت الدهانات المانعة للإتساخ أكبر حمولة من النحاس والزنك.
وتقول طالبة الدكتوراه في قسم الميكانيكا والعلوم البحرية بجامعة تشالمرز للتكنولوجيا السويدية “آنا لوند هيرمانسون”.. إن التنظيم الأكثر صرامة لتصريف المياه من أجهزة التنظيف أمر بالغ الأهمية للحد من تدهور البيئة البحرية.
وشاركت هيرمانسون مع زملائها “إيدا ماجا هاسيلوف” و”إريك إيتريبيرغ” في تأليف الدراسة الجديدة التي نظرت في انبعاثات المعادن من الشحن من منظور تراكمي وفقاً لما نشرته منصة “أوفشور إنرجي” في حزيران الجاري.
مصادر انبعاثات السفن
وركزت تقييمات المخاطر البيئية السابقة على مصادر الانبعاثات الفردية مثل الدهانات المانعة للاتساخ وتضمن قطاع الشحن البحري مصادر متعددة للانبعاثات ما يجعل التقييم التراكمي ضروريا.
وتشمل انبعاثات المعادن من سفينة واحدة أنواعاً مختلفة بما في ذلك المياه الرمادية والمياه السوداء والطلاء المضاد للاتساخ ومياه تصريف أجهزة التنظيف ولمعالجة ذلك فحصت الدراسة الانبعاثات من موانئ الشحن بشكل تراكمي.
واستعانت الدراسة بالبيانات الفعلية من مرفأين بمدينتي كوبنهاغن السويدية وغدينيا البولندية اللتين وقع الاختيار عليهما بسبب الحجم الكبير لحركة الشحن ولأن نسبة كبيرة من هذه السفن لديها أجهزة تنقية الغاز.
وكشفت النتائج أن 3 من أصل 4 بيئات بحرية في الموانئ تمثل مخاطر غير مقبولة بسبب الانبعاثات من الطلاء المضاد للاتساخ ومياه تصريف أجهزة التنظيف التي كانت المصادر الأولية للمواد الخطرة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن مستويات المخاطر التراكمية في الموانئ كانت على التوالي 5 و13 مرة أعلى من الحد الذي يحدد المخاطر المقبولة.
وأظهرت بيئة الميناء فقط أعلى معدل لتبادل للمياه ما يسهل دوران المياه بشكل كبير بسبب حركة المد والجزر مستوى مخاطر مقبولاً.
وشدد الباحثون على أن المياه الملوثة لا تختفي بل تنتقل إلى مكان آخر ومن المحتمل أن تصل إلى مناطق بحرية نقية وتتسبب في عواقب أكبر.
تلوث المياه
وأشارت الدراسة إلى أن تقييم مصدر واحد للانبعاثات يمكن أن يقلل من مستوى مخاطر التلوث البيئي فعند الجمع بين عدة مصادر للانبعاثات تصبح المخاطر التراكمية غير مقبولة.
على صعيد آخر لا تميز الكائنات البحرية المتأثرة بالملوثات مصدرها ما يؤكد أهمية مراعاة التأثيرات الإجمالية بدلاً من الانبعاثات الفردية وقالت طالبة الدكتوراه آنا لوند هيرمانسون.. من المهم أن نتذكر أن المياه الملوثة لا تختفي تماماً بل تنتقل إلى مكان آخر.
وأوضحت.. عند صرف المياه الملوثة في البحر يمكن أن ينتهي بها المطاف في مناطق بحرية نقية وتكون لها عواقب أكبر وهذا شيء نتناوله في بحثنا.
في المقابل فإن السفن ذات الاستهلاك العالي للوقود في المقام الأول تُركّب أجهزة غسل الغاز نظراً إلى جدواها الاقتصادية.
وعلى الرغم من أن استعمال زيت الوقود الثقيل يتعارض مع التزامات المنظمة البحرية الدولية لخفض الانبعاثات فإن عدد السفن المجهزة بأجهزة غسل الغاز من العوادم آخذ في التزايد.
من ناحيتها اقترحت الوكالة السويدية للإدارة البحرية والمائية مع وكالة النقل السويدية حظر تصريف مياه أجهزة التنظيف في المياه الداخلية.
ورغم أن هذه خطوة تندرج في الاتجاه الصحيح يدعو الباحثون إلى حظر أكثر شمولاً في المناطق البحرية الأكبر لتنظيم الشحن الدولي بشكل فعال.
طريقة تقييم المخاطر
واستعملت الدراسة نهجاً تصاعدياً لتقييم المخاطر البيئية في الموانئ والجمع بين بيانات انبعاثات المعادن من مصادر مختلفة إذ يوفر تقييم المخاطر التراكمي الناتج تقييماً شاملاً للأثر البيئي في منطقة معينة.
وتؤكد الدراسة التي نُشرت في نشرة مارين بولوشن بولوتين الحاجة الملحة إلى لوائح أكثر صرامة ونهج شامل لمعالجة التأثير التراكمي لانبعاثات المعادن من السفن على البيئة البحرية.
وتوضح أنه من الممكن حماية النظم الإيكولوجية البحرية وتقليل المخاطر المرتبطة بتصريف الملوثات من السفن من خلال تنفيذ تدابير فعالة.
المصدر: مواقع إلكترونية
اقرأ ايضاً…الهيدروجين والاحتباس الحراري
