
تدوير شفرات توربينات الرياح
ابتكر باحثان في كلية الهندسة بجامعة إدنبرة الإسكتلندية تقنية لتدوير شفرات توربينات الرياح من أجل تحقيق الاستفادة الكاملة منها لأول مرة في العالم.
وكرّم صندوق “غرين كوت ويند” لاستثمارات الطاقة المتجددة الأستاذ فاسيليوس كوتوس والدكتورة ديبا روي على جهودهما في المشروع البحثي الذي استمر 12 شهرا بعنوان “مواد طلاء ذات قيمة مضافة”.
تحويل شفرات توربينات الرياح إلى طلاء
ويطرح البحث تقنية لأول مرة تستهدف تحويل شفرات الرياح القديمة إلى مسحوق لاستعماله طلاءً لحماية المكونات الهندسية والإنشائية من التآكل وعوامل التعرية وعلى رأسها شفرات توربينات الرياح الجديدة.
حيث تستعمل شفرات توربينات الرياح هياكل ضخمة مصنوعة من مواد مركبة يتم مزجها معا بوساطة مادة لاصقة قوية تدعى إيبوكسي ثم تُقوى بالألياف وهو ما يجعل من فصل تلك الشفرات وإعادة تدويرها عملية صعبة ومكلفة.
ويسمح الطلاء الجديد بحماية شفرات توربينات الرياح الجديدة من التآكل الناتج عن سقوط الأمطار أو الجسيمات الأخرى كما يمكن استعماله في البيئة الحضرية وعلى سبيل المثال لحماية وصلات الكباري المعلقة من التآكل.
بدوره قال الأستاذ بجامعة إدنبرة الإسكتلندية فاسيليوس كوتوس: “أصبح تدوير المواد المقواة بالألياف والمعتمدة على مادة إيبوكسي والمستعملة في العديد من التطبيقات ومنها شفرات توربينات الرياح ذا أهمية بالغة لأهداف تحقيق الحياد الكربوني”.
ثروات مهدرة
ومع نهاية عمرها التشغيلي البالغ 25 عاما عادة ما ينتهي الأمر بشفرات توربينات الرياح في مدافن النفايات أو تُحول إلى مواد إسمنتية.
وبرز تحدي التخلص من التوربينات وشفراتها مع تزايد الاعتماد على الطاقة المتجددة بهدف الاستغناء عن الوقود الأحفوري الملوث للبيئة وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الضارة.
وكان أول تشغيل تجاري لتوربينات الرياح في منتصف التسعينيات من القرن الماضي ما يعني أنها دخلت الآن فصل النهاية في عمرها التشغيلي وهو ما أثار اهتمام شركات عالمية مؤخرا للبحث عن طرق للتدوير لتحقيق الاستفادة الكاملة منها.
تجارب رائدة
ولأول مرة في العالم أعلنت شركة سيمنس جاميسا في عام 2021 تطوير شفرة توربينات الرياح القابلة لإعادة التدوير “ريسايكلبل بليد”.
كما تسعى الشركة الإسبانية إلى تطوير توربين رياح قابل لإعادة التدوير بالكامل بحلول عام 2040 بحسب تقرير نُشر على موقعها الرسمي.
وتتوقع سيمنس جاميسا أنه يمكن إعادة تدوير أكثر من 200 ألف شفرة حتى عام 2050 كما تهدف شركة فيستاس الدنماركية الرائدة إلى إنتاج توربينات خالية من النفايات بحلول عام 2040.
وكشفت شركة جنرال إلكتريك الأميركية في كانون الثاني من عام 2022 عن إنتاج أول طراز من توربينات الرياح القابلة لإعادة التدوير في العالم بنسبة 100%.
كما أعلنت شركة فاتنفول السويدية في حزيران 2022 التزامها بإعادة تدوير جميع شفرات الرياح المفككة بحلول عام 2030.
وفي كانون الثاني من عام 2023 قالت شركة كونتيوم الدنماركية إنها تخطط لإنشاء 6 مصانع لإعادة تدوير توربينات الرياح بحسب تقرير نشره موقع رينيو إيكونومي.
ومن المتوقع إنشاء أول مصنع في مدينة إيسبيرغ جنوب غرب الدنمارك على أن يبدأ تشغيله بحلول نهاية عام 2024 المقبل يتبع ذلك مصانع مماثلة في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وتركيا.
الاستخدام في صناعة منتجات أخرى
وفي سياق متصل كشف علماء في جامعة ميشيغان الأميركية في آب 2022 عن إمكان الاستفادة من شفرات توربينات الرياح في صناعة المناديل وبعض استعمالات الحياة اليومية.
كما يدرس علماء دنماركيون الاستفادة من توربينات الرياح المستعملة في تصنيع الدراجات الهوائية وأجريت دراسات أيضا لاستعمالها في صناعة قضبان السكك الحديدية وتسقيف المنازل وفي صناعة بعض منتجات السلامة والأمان بأعمدة الكهرباء.
المصدر: مواقع إلكترونية
اقرأ أيضاً…انبعاثات السفن تهدد البيئة البحرية