
تعدين النيكل وتأثيره على التنوع البيولوجي لعدة جزر في إندونيسيا
يهدد التعدين بالقرب من جزيرة لابينجكي الإندونيسية أسلوب الحياة التقليدي حيث يقول الصيادين أن المياه لن تبقى صافية لأن نفايات النيكل تدخل مياهنا خلال موسم الأمطار والتيار يحملها إلى هنا.
تعدين النيكل في إندونيسيا
ويعد النيكل جزء لا يتجزأ من الحياة العالمية ويستخدم في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ والهواتف المحمولة وبطاريات السيارات الكهربائية تزامناً مع تحول العالم إلى مركبات صديقة للبيئة ويحتاج إلى المزيد من البطاريات القابلة لإعادة الشحن حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية (IEA) أن ينمو الطلب على النيكل بنسبة 65 في المئة على الأقل بحلول عام 2030.
كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تلبي إندونيسيا أكبر منتج للنيكل في العالم ثلثي احتياجات العالم من هذا المعدن وقد وقعت البلاد صفقات بمليارات الدولارات مع مستثمرين أجانب حريصين على الاستثمار في مصانع المعالجة والتعدين وكذلك المناجم فيما يحذر دعاة حماية البيئة من أن التعدين يمكن أن يكون له تأثير مدمر على البيئة.
نفايات المناجم تخرب البيئة
ويخشى المواطنون في جزيرة لابينجكي من أن النفايات من مناجم النيكل ستنتهي في البحر ما سيؤدي إلى خراب الجزيرة والحياة البحرية المحيطة بها إذا لم تتخذ الحكومة أي إجراء.
ويقول الصيادون إنه لم يعد بإمكانهم الصيد بالقرب من منازلهم ولم نتمكن من رؤية أي شيء تحت الماء عندما كنا نغوص كما أن لون المياه بني ويمكن أن نصطدم بحجر ويجعل تكلفة الوقود أعلى إذا قررنا الصيد في أماكن بعيدة.
بيانات حكومية
ووفقاً لبيانات من الحكومة الإندونيسية تعمل حاليا حوالي 50 شركة لتعدين النيكل في شمال كوناوي ريجنسي عبر المياه من جزيرة لابينجكي.
ومن أجل استخراج النيكل يتم قطع مساحات كبيرة من الأشجار وحفر الأرض لإنشاء حفر مفتوحة مع عدم وجود جذور الأشجار لتحقيق الاستقرار في الأرض عندما تمطر يتم مسح الأرض بسهولة أكبر.
وتظهر البيانات الحكومية أنه في عام 2022 كان هناك ما لا يقل عن 21 فيضانا وانهيارا طينيا في جنوب شرق سولاويزي فيما كان بين عامي 2005 و 2008 قبل انتشار الألغام هناك اثنان إلى ثلاثة في السنة وفقا للوكالة الوطنية لمكافحة الكوارث.
كما أن استخدام المواد الكيميائية مثل سيانيد الصوديوم والديزل في عملية التعدين يقوض الحفاظ على البيئة إذ أنه عندما لا تتم إدارة النفايات والمياه بشكل صحيح ينتهي الأمر بها في البحر حيث خنقت الرواسب من النفايات الشعاب المرجانية.
ضعف السلطات
وتقول الأمينة العامة لجمعية عمال مناجم النيكل الإندونيسية ميدي كاترين: من أجل الحصول على ترخيص يجب أن توافق الشركات على إجراء إعادة تشجير أو استصلاح الأرض عند الانتهاء من تعدين المنطقة.
وفي العاصمة جاكرتا تقول نوفيتا إندري ناشطة لصالح منظمة (Trend Asia) غير الحكومية والتي تعمل على تعزيز التنمية المستدامة: ” اللوم يقع على السلطات لكونها ضعيفة للغاية وتضيف: “ليس لدينا سجل حافل بالتعدين المستدام حتى الآن” “إندونيسيا لديها الكثير من الواجبات التي يتعين عليها القيام بها كتعزيز إنفاذ القانون وزيادة معايير الانبعاثات وتنفيذ اللوائح البيئية”.
بدوره مستشار وزارة الطاقة والثروة المعدنية البروفيسور إرواندي عارف قال إن الحكومة قلقة بشأن تأثير أنشطة التعدين على الترسبات الساحلية ليس فقط في هذه المنطقة ولكن في جميع أنحاء إندونيسيا مضيفاً.. أن سبب التلوث هو مناجم النيكل غير القانونية وليس الشركات المرخصة التي لديها أنظمة لإدارة المياه لضمان عدم وصول أي شيء خطير إلى البحر ولن يتجاهلوا القواعد ويخاطروا بفقدان تصاريحهم.
ويشير إلى أنه من أجل محاولة تحسين الوضع أنشأت الحكومة مؤخرا فرقة عمل وطنية لمراقبة أعمال التعدين غير القانوني.
لكن العديد من السكان يقولون إن التغيير لا يحدث بالسرعة الكافية وإذا استمرت الأمور على ما هي عليه فإن الضرر قد لا يمكن إصلاحه لأن ما يدمرونه هو مستقبلنا.