اكتشف علماء صينيون سر الانعزال التكاثري للأرز ما يشكل خرق علمي يمكن أن يوفر حلاً لمشكلة العقم الهجيني الذي تمت مواجهته في تطبيق التهجين بين سلالتي الأرز “إنديكا” و”جابونيكا” في الصين وسيسهل تطوير أصناف الأرز عالية الإنتاجية مع مقاومة معززة للضغوط البيولوجية وغير البيولوجية لضمان الأمن الغذائي.

سر الانعزال التكاثري للأرز

وكشف فريق بحثي بقيادة (وان جيان مين) وهو أكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة مؤخراً عن سر كيفية عمل جينات العزل التناسلي لتحقيق العقم الهجيني وكشف الفريق أيضاً عن المسار التطوري لهذه الجينات وتوزيعها بين موارد البلازما الوراثية المختلفة بما في ذلك الأرز البري والمزروع وتم نشر النتائج التي توصلوا إليها في العدد الأخير من مجلة “سيل”.

وفي هذا السياق قال العلماء إن تطبيق مزايا التهجين في إنتاج المحاصيل هو استراتيجية مهمة لزيادة الإنتاج بشكل ملحوظ.

الأرز في الصين

وينقسم الأرز المزروع في آسيا إلى نوعين فرعيين: “إنديكا” و “جابونيكا” يزرع أرز “جابونيكا” بشكل رئيسي في شمالي الصين ويزرع أرز “إنديكا” بشكل رئيسي في جنوبي الصين.

ومنذ سبعينيات القرن الماضي اعتمد الأرز الهجين الذي طوره العالم الصيني الراحل (يوان لونغ بينغ) على المزايا الهجينة التي أظهرتها الأنواع الفرعية المختلفة من أرز “إنديكا” وأدى نجاح أرز “إنديكا” الهجين إلى زيادة كبيرة في إنتاج الأرز بشكل عام مما ساهم بشكل كبير في الأمن الغذائي في الصين وحول العالم.

من جانبه قال الأكاديمي وان: بشكل عام كلما كانت العلاقة الجينية بين الأصناف بعيدة زادت قوة التغاير الهجين.. وإذا أمكن إنتاج الأرز الهجين الفائق باستخدام سلالتي أرز إنديكا وأرز جابونيكا فمن المعتقد أن يزداد محصول الحبوب بأكثر من 15 بالمئة مقارنة بالأرز الهجين الحالي.

ومع ذلك يوجد انعزال تكاثري كبير في التكاثر الهجين لأرز إنديكا وأرز جابونيكا وغالباً ما تظهر في أصنافها الهجينة مشكلة العقم الهجيني وهي إحدى أكبر العقبات في تطبيق التهجين بينهما.

أرز إنديكا وأرز جابونيكا

وقام الفريق بتحليل وتحديد أحد المواقع الجينية الرئيسية التي تسبب عقم حبوب اللقاح عند تهجين النوعين الفرعيين من أرز إنديكا وأرز جابونيكا على مستوى الجينوم وأظهر التحليل الجيني أن هذا الموقع يحتوي على جينين مترابطين بشكل وثيق.

بدوره قال وانغ جيان وهو عضو رئيسي في الفريق وباحث في معهد علوم المحاصيل التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية إنه يمكن وصف هذين الجينين بأنهما “مدمران” و “حارسان” حيث يقتل المدمرون حبوب اللقاح من النباتات الهجينة بينما يحمي الحراس حبوب اللقاح من الآثار الضارة للمدمرين مما يسمح لحبوب اللقاح التي ترث جين الحارس بالنمو بشكل طبيعي.

ونظراً للتوزيع غير المتكافئ لهذا الزوج الجيني بين أنواع الأرز وسلالات الأرز الفرعية فإن عقم حبوب اللقاح شائع في التهجين.

وقال وانغ: مع توفر هذه المعلومات يمكن للمربين استخدام الاختيار بمساعدة العلامات الجزيئية للتنبؤ وتخفيف تأثير عقم حبوب اللقاح على برامج التكاثر الخاصة بهم وبالتالي تسريع وتيرة تطوير الأصناف عالية الإنتاج.

ويعمل هذا الزوج الجيني كمحرك جيني مما يعني أنه يمكن تحميل الجينات التي تحدد السمات مثل مسببات الأمراض وجينات مقاومة الآفات كبضائع ويتم توريث الجينات المتراكمة على محرك الجينات بشكل تفضيلي من قبل الأجيال القادمة حيث بعد عدة أجيال سيتم نقلها والسيطرة عليها في مجموعة واحدة.

ويمكن استخدام هذا التصميم الجزيئي في تربية التكنولوجيا الحيوية حيث تعد الدراسة الصينية إنجازاً بارزاً في فهمنا لآلية العقم الهجين على المستوى الجزيئي وفقا للخبراء.

المصدر: مواقع إلكترونية
اقرأ أيضاً…جليد بحر القطب الجنوبي يصل إلى أدنى مستوى له

صفحتنا على فيس بوك