زراعة أشجار المانغروف (أشجار القرم) في أبوظبي أحد المحددات الرئيسة في استراتيجية التغير المناخي للإمارة إذ يعد من أبرز خصائصها امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء.

تعزيز زراعة المانغروف في أبوظبي

وتستهدف استراتيجية التغير المناخي في أبوظبي إعادة تأهيل أشجار القرم والتوسع في زراعتها على طول سواحل الإمارة مع استعمال طرق مبتكرة وغير تقليدية في زراعتها.

وتؤكد الأمينة العامة لهيئة البيئة في إمارة أبوظبي الدكتورة شيخة سالم الظاهري في مقال لها نشره منتدى الاقتصاد العالمي أن أشجار المانغروف تعمل بمثابة أحواض للكربون إذ أنها تلتقط 4 أمثال الكربون مقارنة بالغابات المطيرة التي تكثر فيها الأمطار وتحبسه بعمق في جذورها.

أحواض كربون شاسعة

وتعمل أبوظبي على إنشاء أحواض كربون شاسعة من خلال زراعة أشجار المانغروف ومشاركة تجاربها مع دول العالم وتوضح الدكتورة الظاهري أن هذه الأشجار تبرز كونها أحد الحلول القائمة على الطبيعة للمساعدة في مواجهة تغير المناخ وحماية المجتمعات من الفيضانات مشيرة إلى أن أشجار المانغروف منتشرة بأعداد كبيرة على ساحل أبوظبي وتعمل وكأنها حارس الساحل كونها تحافظ على النظم البيئية بأكملها وتحمي الشواطئ.

وشهدت السنوات الأخيرة زراعة نحو 1.2 مليون بذرة من المانغروف في جميع أنحاء إمارة أبوظبي باستعمال تكنولوجيا الطائرات المسيرة وعلى مدار 20 عاماً زرعت أبوظبي نحو 20 مليون بذرة في جميع أنحاء الإمارة الأمر الذي أسهم في زيادة غطاء أشجار المانغروف بمقدار 6 آلاف و400 هكتار.

وبحسب المقال تُخزن غابات المانغروف الموجودة على المستوى العالمي ما يعادل أكثر من 21 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون فيما تسعى أبوظبي إلى أن تكون مركزاً عالمياً للبحث والابتكار للحفاظ على أشجار المانغروف وهو ما تمثّل في إطلاق الإمارة خلال العام الماضي 2022 مبادرة لتعزيز زيادة هذه الأشجار.

وتمتلك الإمارات خطة وطنية تستهدف زراعة 100 مليون من أشجار القرم بحلول عام 2030 في الوقت الذي وصلت فيه الزيادة بمساحات هذه الأشجار في أبوظبي لأكثر من 35 بالمئة وترى أن الحفاظ على هذه الأشجار وإحياءها عالمياً يؤدي إلى تقليل كمية الكربون المنبعثة في الغلاف الجوي ووقف الإحترار العالمي والحد منه.

حماية من الفيضانات

وإضافة للمانغروف هناك العديد من النظم البيئية الأخرى القادرة على تخزين الكربون الأزرق وتساعد على مواجهة التغيرات المناخية ومن ضمنها الطحالب والأعشاب البحرية والمستنقعات المائية التي ترتبط بأشجار المانغروف وتعد كلها حلولاً قائمة على الطبيعة تلتقط الكربون وتخزنه بدلاً من إطلاقه في الهواء.

ولا يتوقف دور المانغروف على التقاط الكربون فقط بل تساعد على حماية الدول من الفيضانات وتقليل تأثير العواصف الشديدة ما يسهم في توفير مليارات الدولارات سنوياً بالإضافة إلى مساعدتها في الحماية من مخاطر ارتفاع منسوب مياه البحار.

وتوضح الدكتورة الظاهري أن أشجار المانغروف تتميز أيضاً بأنها من بين أكثر النظم البيئية الساحلية إنتاجية في العالم ومع ذلك فإن زراعتها آخذة في الانخفاض بمعدل مقلق.

وتعد الأنشطة البشرية المباشرة مثل التنمية الساحلية بالإضافة إلى تغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر من أبرز التحديات التي تهدد غابات المانغروف.

ضخ استثمارات لاستعادة أشجار القرم

وتعمل أبوظبي على ضخ استثمارات في البحث والابتكار لدراسة واستدامة واستعادة أشجار القرم والعمل على استكشاف طرق جديدة لزراعتها في إطار تأكيد الإمارة أن غابات المانغروف هي خطوة رئيسة للوصول إلى حيادية الكربون بحلول عام 2050.

حيث تستهدف الإمارات خفض انبعاثات الكربون بنسبة 40 بالمئة بحلول عام 2030 بالإضافة إلى العمل على زيادة قدرة امتصاص الكربون بأكثر من 500 بالمئة أي نحو 5 ملايين طن سنوياً بحلول عام 2030.

وقالت الدكتورة الظاهري: سنستعمل الخبرة التي اكتسبناها في أبوظبي لدعم الحفاظ على أشجار المانغروف واستعادتها في جميع أنحاء العالم وعزل كميات هائلة من الكربون.

المصدر: مواقع إلكترونية
اقرأ أيضاً…ابتكار نوع من الإسمنت يحول المباني إلى بطاريات عملاقة

صفحتنا على فيس بوك