تقنية لإنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية
يعد إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية تقنية واعدة تَعِد بإشعال ثورة في قطاع الطاقة إذ تتيح بديلاً مستداماً وصديقاً للبيئة لمصادر الوقود الأحفوري مع تقديم حل عملي لمعضلة إدارة النفايات.
تقنية لإنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية
ومع استمرار تطور هذه التقنية يأمل الخبراء في أن تصبح أكثر جدوى وأوسع انتشاراً لتسهم في تحقيق مستقبل أكثر نظافة واستدامة اتساقاً مع أهداف الحياد الكربوني حيث يُعول على الحلول الإبداعية في مواجهة ندرة الكهرباء والتدهور البيئي وفق موقع إنرجي بورتال.إي يو المتخصص.
ولعل إحدى تلك التقنيات المبتكرة تعتمد على إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية باعتباره مصدر طاقة مستداماً وصديقاً للبيئة.
فائدة مزدوجة
ولا يعد إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية حلاً مبتكراً فعالاً من حيث التكلفة فحسب بل يساعد أيضاً على خفض البصمة الكربونية ما يُسهِم في الجهود العالمية الرامية لمكافحة التغيرات المناخية.
وقد جرت العادة على التخلص من نفايات الزيوت النباتية التي تُعَد منتجاً ثانوياً لصناعة الأغذية أو حتى استعمالها في التطبيقات منخفضة القيمة فإن التطورات التكنولوجية الحديثة ساعدت على إمكان تحويل نفايات الزيوت النباتية إلى مورد قيم للطاقة.
والوقود الحيوي المُنتَج من نفايات الزيوت النباتية هو شكل من أشكال الطاقة المتجددة التي يمكن استعمالها بدلاً من مصادر الوقود الأحفوري وهو ما يُسهِم في النهاية بتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية الملوثة للبيئة.
آلية إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية
وتشتمل عملية تحويل نفايات الزيوت النباتية إلى وقود حيوي على مراحل عدة:
أولاً: يُجمع الزيت ويُرشح لإزالة ما يُعلق به من جسيمات الطعام.
ثانياً: يُسخن الزين المرشح ويُمزج بالكحول عادةً الميثانول ومادة محفزة.
ثالثاً: يُترك هذا الخليط ليتفاعل ما ينتج عنه تكون الديزل الحيوي والغليسرين.
وأخيراً: يُفصل الديزل الحيوي بعد ذلك من الغليسرين ويُنقى من أي شوائب تمهيداً لاستعماله وقوداً.
فوائد متعددة
ويمكن رصد العديد من الفوائد من تقنية إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية المبتكرة حيث تتيح تلك التقنية طريقة عملية وفاعلة لإدارة النفايات فبدلاً من التخلص من نفايات الزيوت النباتية التي يمكن أن تقود إلى التلوث البيئي يُعاد تدويرها وتحويلها إلى منتج على درجة عالية من الأهمية.
كما يبرز الوقود الحيوي المُنتَج من نفايات الزيوت النباتية مصدراً نظيفاً وأكثر استدامة لتوليد الكهرباء المتجددة منخفضة التكلفة مقارنة بمصادر الوقود الأحفوري الحساس بيئياً.
فهذا الوقود الحيوي لا يَصدُر عنه سوى مستويات منخفضة من غازات الدفيئة المسبب الرئيس للتغيرات المناخية عند حرقة ما يُسهم في تخفيف آثاره في الاحترار العالمي إضافة إلى أن إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية ونفاياتها يتيح مزايا اقتصادية كبيرة.
فهذه التقنية تخلق رافداً جديداً للإيرادات بالنسبة للشركات العاملة في مجال صناعة الأغذية والتي بمقدورها أن تبيع نفايات الزيوت لإنتاج الوقود الحيوي.
ويمكن أن تساعد تقنية إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية على استقرار أسعار الوقود عبر خفض الاعتماد على أسواق النفط المتقلبة باستمرار.
تحديات قائمة
ورغم كل المزايا المصاحبة للتقنية الجديدة فإن تطبيقها عملياً لا يخلو أبداً من التحديات التي تحتاج إلى حلول عاجلة.
ولعل العقبة الرئيسة التي تعترض عملية تحويل نفايات الزيوت النباتية إلى وقود حيوي هي جمع ونقل نفايات الزيوت إذ يشتمل ذلك على تعقيدات لوجستية إلى جانب ارتفاع التكلفة المصاحبة.
وبينما تُعد عملية تحويل نفايات الزيوت النباتية إلى وقود حيوي مباشرة نسبياً فإنها تتطلب أجهزة ومعدات متخصصة وخبرات عالية.
ورغم تلك التحديات تبقى تقنية إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت النباتية ونفاياتها قابلة للتطبيق فهي تمثل حلاً مثالياً لقطاع الكهرباء والبيئة.
وبينما يكافح العالم مع الحاجة العاجلة للتحول إلى مصادر لتوليد الكهرباء المستدامة النظيفة يمكن أن تؤدي التقنية المذكورة دوراً حاسماً في تلك المساعي.