أصاب جبال الأطلس الكبير بالمغرب، بعض التغيرات بعد زلزال سبتمبر/أيلول، حيث زاد الارتفاع بجزء منه تم تقديرها بـ 15 سنتيمتراً، في حين كان الجيولوجيون قد ذهبوا في تقرير نشرته “ناشونال جيوغرافيك” في أبريل/نيسان 2015، إلى أن هناك تغييراً حدث بالسالب في ارتفاع جبل “إيفرست”، بعد زلزال نيبال.

وشرحت منصة الرسائل الإخبارية الأميركية “سبستاك”، التي يكتب فيها عدد من علماء الزلازل، تفاصيل ما حدث في باطن الأرض، وأدى لهذا الارتفاع، وذلك رداً على تساؤلات استقبلتها، بشأن حدوث زيادة قدرها 20 سنتيمتراً في جبال الأطلس الكبير، وهو الرقم الذي تم تداوله إعلامياً.

لماذا تتحرك الأرض لأعلى أو لأسفل؟

ويقول العالمان جوديث هوبارد وكايل برادلي من جامعة كورنيل الأميركية، وهما جيولوجيان إنشائيان مهتمان بكيفية عمل الزلازل، “رداً على سؤال هل زاد ارتفاع الأطلس الكبير بمقدار 20 سنتيمتراً حقاً؟ فإن الجواب القصير هو: لقد ارتفعت الجبال قليلاً في منطقة التمزق، ولكن بأقل من 20 سنتيمتراً، وهذه ملاحظة مباشرة وليست فرضية”.

ومنطقة التمزق هي التي يحدث فيها انزلاق سواء على السطح أو تحته في القشرة الأرضية، وينتج عنه صدع وإزاحة من نوع ما.

ويوضح العالمان، أن الزلازل تحدث عندما ينزلق الصدع داخل الأرض بشكل مفاجئ، وتتغير الصخور الموجودة على أحد جانبي الصدع، مقارنة بتلك الموجودة على الجانب الآخر، حيث قالا: “بالنسبة للزلازل الصغيرة، قد يكون التغير في سطح الأرض بضعة مليمترات فقط، بينما في الزلازل الكبيرة جداً، قد تتحرك الأرض لأعلى أو لأسفل مسافة كبرى، ويعد عمق الزلزال مهماً أيضاً، فالزلازل العميقة جداً قد يكون لها تأثير ضئيل، في حين أن الزلازل الضحلة يمكن أن يكون لها تأثير أكبر، وفي بعض الحالات، عندما تحدث الزلازل تحت سطح البحر، فإن حركة قاع المحيط لأعلى أو لأسفل يمكن أن تؤدي إلى حدوث موجات تسونامي”.

ويضيف العالمان “في زلزال المغرب أعطت البيانات المستمدة من أجهزة قياس الزلازل تخميناً أولياً حول نوع الصدع الذي انزلق ليسبب الزلزال، ومقدار الانزلاق الذي حدث، ومدى عمقه، وباستخدام هذه المعلومات، تمكن العلماء في المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين بإيطاليا من وضع نموذج للحركة المتوقعة لسطح الأرض، واقترحوا أن الحد الأقصى للرفع من المحتمل أن يكون حوالي 13 سنتيمتراً”.

استخدام الأقمار الاصطناعية

وكان الشيء التالي الذي فعله جوديث هوبارد وكايل برادلي هو مقارنة هذا النموذج بالملاحظات التي توفرت عبر الأقمار الاصطناعية، والتي قادت في النهاية إلى تقدير أن الارتفاع حوالي 15 سنتيمتراً.

وتستخدم الأقمار الاصطناعية صوراً من رادار الفتحة الاصطناعية التداخلي، المعروف باسم إنسار (InSAR)، ويتم التقاط هذه الصور قبل وبعد الزلزال للبحث عن التغيرات في ارتفاع الأرض، ونظراً لأن الصور تتيح رؤية مساحة واسعة من سطح الأرض، فيمكن لهذه الطريقة إنشاء خرائط لتغير ارتفاع الأرض.

وفي الحالة المغربية، مر القمر الاصطناعي فوق المغرب بعد أيام قليلة من وقوع الزلزال، مما سمح بالتقاط صور تم من خلالها مقارنة ما قبل وما بعد الزلزال، والخروج بأن هناك تغييراً حدث في ارتفاع الجبل بمنطقة التمزق يقدر بـ 15 سنتيمتراً.

خلاف حول معدل زيادة ارتفاع جبال الأطلس

من جانبه، لا يري زكريا هميمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي لأخلاقيات علوم الأرض، مفاجأة في حدوث ارتفاع بجبال الأطلس الكبير، لأن ذلك من سمات الصدوع العكسية المسببة للزلازل، لكنه يرى أن معدل 15 سنتيمتراً مبالغ فيه للغاية، موضحاً أن الزيادات عادة لا تتجاوز المليمترات.

وتختلف سوزان هوغ، عالمة الزلازل في برنامج مخاطر الزلازل بهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، مع ما ذهب إليه هميمي، ولا تستبعد الوصول لمعدل 15 سنتيمتراً، مؤكدة أن استخدام البيانات من الأقمار الصناعية يساعد العلماء على إجراء القياسات بسرعة كبيرة، لكن تأكيد هذا الأمر يتطلب الكثير من العمل لقياس مدى تشوه الأرض بسبب الزلازل.

وتتفق مع ما ذهب إليه كل من جوديث هوبارد وكايل برادلي، من أن هذا التغيير هو سمة “الصدوع العكسية”، التي تتسبب في ارتفاع جانب واحد، مقارنة بالجانب الآخر.

المصدر: مواقع إلكترونية

اقرأ أيضاً… باحث مصري يقود فريقاً لحل أهم مشكلات الحواسيب الكمية

صفحتنا على فيس بوك