
تغير المناخ يهدد باختفاء 8 محاصيل غذائية استراتيجية
تغير المناخ يهدد زراعة المحاصيل الحساسة جداً لعامل المناخ إذ إنها تعتمد اعتماداً كبيراً على الأرض والمياه والموارد الطبيعية الأخرى لذلك أصبح تغير المناخ يهدد باختفاء 8 محاصيل غذائية استراتيجية يؤثر فيها المناخ وهو ما يمكن أن يهدد الأمن الغذائي العالمي في حال تم ترك معضلة الإحترار العالمي تتفاقم دون حلول فورية.
تغير المناخ يهدد نمو المحاصيل
وبينما يمكن أن يُسهِم تغير المناخ (مثل درجة الحرارة، وهطول الأمطار، وتوقيت الصقيع) في إطالة أمد موسم النمو أو حتى السماح بزراعة محاصيل مختلفة في بعض المناطق فإنها قد تجعل الممارسات الزراعية أكثر صعوبة في مناطق أخرى.
ويؤثر تغير المناخ بشكل واسع في الإنتاج الزراعي العالمي عبر إلحاق أضرار مباشرة بالمحاصيل الغذائية الأساسية مثل البطاطا والذرة والكاكاو والقهوة وفق ما أورده موقع فود نافيجيتور (Food Navigator) المتخصص.
إنتاجية المحاصيل مُهددة
ووجدت دراسة بحثية أُجريت في عام 2019 أن إنتاجية محاصيل استراتيجية مثل الأرز والقمح آخذة في التراجع بينما ترتفع محاصيل الذرة الرفيعة التي تُعرف بمقاومة أكبر للجفاف خلال المدة نفسها.
ومع زيادة الاحترار وتسارع وتيرة تغيره تنتشر الحشرات والأمراض على نطاق واسع ما يُزيد عدم اليقين الذي يُغلف آفاق الزراعة العالمية.
تغير المناخ يهدد بسوء التغذية
ومن المتوقع كذلك أن يسهم تغير المناخ في زيادة أعراض سوء التغذية عبر خفض معدلات توفير الأغذية وتدني جودة الغذاء مع صعود حاد في الأسعار خلال الوقت نفسه.
كما ستقود درجات الحرارة المرتفعة وتزايد تركيزات غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء إلى مستويات منخفضة من العناصر الغذائية مثل الحديد والزنك والبروتين في محاصيل مثل فول الصويا والقمح والأرز.
وفيما يلي قائمة بأكثر 8 محاصيل تهدد التغيرات المناخية بتراجع إنتاجيتها أو حتى باختفائها بالكلية:
1- الذرة
من المرجح أن يشهد الإنتاج العالمي للذرة هبوطاً كبيراً بحلول أواسط القرن الحالي 2050 نتيجة التقلبات في درجات الحرارة وتناقص معدلات هطول الأمطار وفي هذا الصدد قالت مساعدة مدير قسم الاتصالات في منظمة “العمل ضد الجوع” الخيرية جوديث إسكريبانو: المزارعون الصغار يعتمدون بوجه خاص على هطول الأمطار الدورية لزراعة الذرة ومن ثم يؤثر تغير المناخ في أنماط الأمطار النموذجية.
وأضافت إسكريبانو: في بلدان مثل موزمبيق حيث تُنتَج الذرة للاستهلاك المحلي من المرجح أن تكون النتائج كارثية.
2- القمح
وفي المناطق الأكثر برودة مثل أوروبا وأميركا الشمالية ربما يشهد إنتاج القمح زيادة تتجاوز 5بالمئة في الإنتاجية حال كان هطول الأمطار مواتياً.
ومع ذلك فإنه في المناطق الأكثر عُرضة للخطر مثل الهند وأميركا الوسطى وأفريقيا ربما تقل معدلات إنتاجية القمح بنسبة 3بالمئة أو يزيد.
ونظرًا إلى أن الهند تُنتج ما نسبته 14بالمئة من إجمالي القمح في العالم فإن هبوط إنتاجية هذا المحصول الاستراتيجي في المناطق الأكثر سخونة وجفافاً ستكون له تداعيات خطيرة على مزارعي القمح وأيضاً على ملايين الأشخاص الذين يعولون عليهم في كسب أرزاقهم.
3- الأرز
بالنسبة لأكثر من 3.5 مليون شخص حول العالم يوفر الأرز 20 بالمئة أو أكثر من احتياجاتهم الغذائية اليومية وما زال الطلب على تلك السلعة الغذائية المهمة في تزايد مضطرد.
ومع ذلك فإن إنتاجية الأرز العالمية ربما تهبط بأكثر من 5.5 بالمئة حال ارتفعت درجات الحرارة بواقع 1.5 درجة مئوية وتتوقع بعض التقديرات أن تنخفض إنتاجية الأرز بنسبة 11 بالمئة بحلول عام 2050.
وإذا ما زادت درجات الحرارة بواقع 2.5 درجة مئوية في المتوسط عن مستوياتها قبل الثورة الصناعية بحلول نهاية القرن الحالي يُتوقع أن يغرق نصف دلتا نهر ميكونغ أكبر مصدر للأرز في العالم.
ومع تزايد مخاطر تغير المناخ على إنتاجية محصول الأرز في المستقبل ترفع مبادرة مشروع الأرز الأوروبي European Rice project التي أطلقها الاتحاد الأوروبي الوعي بأهمية حماية محصول الأرز الذي يُزرع في أوروبا من بينها تعزيز فوائد الاستدامة.
4- الصويا
تقود الشعبية المتزايدة لمحصول الصويا إلى إزالة الغابات ما يُسهم في ارتفاع مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون.
ويُلاحظ هذا النمط بدرجة أكبر في أميركا الجنوبية حيث يُزيد المزارعون من إنتاج الصويا لتصديره إلى الصين وأيضاً لسد الطلب المحلي المتنامي على الأعلاف الحيوانية الصناعية.
وتتباين آثار تغير المناخ على إنتاجية محصول الصويا إذ وجد الباحثون أن نباتات حبوب الصويا تستجيب بدرجة أعلى للتركيزات العالية من غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء.
وفي هذا الخصوص قالت مساعدة مدير قسم الاتصالات في منظمة “العمل ضد الجوع” جوديث إسكريبانو إن “إنتاجية الصويا ربما تزيد إذا ما تحول المزارعون من محاصيل أخرى مثل القمح أو حتى توسعوا في الأراضي التي كانت غابات في السابق وهذا يحدث في الأمازون وقد يحدث كذلك في مناطق حالية تتسم بدرجة برودتها الشديدة لإنتاج الصويا مثل نيويورك وجنوب كندا.
وتابعت: ومع ذلك فإنه حتى إذا زادت محاصيل الصويا في المدى القريب يتوقع معظم العلماء أن تنخفض تلك الإنتاجية في وقت لاحق هذا القرن مع تنامي الضغوطات بشأن الحرارة والمياه.
5- البطاطا
بحلول منتصف القرن الحالي 2050 من الممكن أن يهبط الإنتاج العالمي من البطاطس بنسبة 9 بالمئة بفعل آثار تغير المناخ.
ولكون زراعة البطاطا تحتاج إلى إمدادات ثابتة ومستدامة من المياه ستكون هناك مناطق قليلة هي التي تصلح فقط لزراعة هذا المحصول الغذائي بالغ الأهمية وفق منظمة “العمل ضد الجوع”.
وفي أماكن زراعة البطاطا التي تعتمد على ذوبان الثلوج الجبلية كما هو في ولاية أيداهو الأميركية أو موسم الأمطار المستمر مثل بوليفيا سيحتاج المزارعون إلى تكييف الأصناف المختلفة من هذا المحصول أو الاستثمار في أساليب الري الحديثة للحفاظ على الإنتاج.
6- الموز
ويُزرَع الموز في المناطق الاستوائية إما بوصفه محصولاً نقدياً وإما مصدر غذاء محلياً.
ووجد الباحثون أنه نتيجة لدرجات الحرارة المرتفعة باضطراد على مدار الأعوام العشرين الأخيرة هبط إنتاج الموز بنسبة 43 بالمئة.
كما أضحت هناك أصناف معروفة من الموز مُهددة بالإصابة بالأمراض مثل مرض تخطط الأوراق البكتيري أو العصافة السوداء الذي يمكنه أن ينتشر بسرعة في الطقس الحار.
ومع ذلك تسلط منظمة “العمل ضد الجوع” الضوء على حقيقة مفادها أن تغير المناخ من الممكن كذلك أن يفرض ضرورة إيجاد مساحة أكبر من الأراضي لزراعة الموز بحلول عام 2070.
7- الكاكاو
وحذرت مساعدة مدير قسم الاتصالات في منظمة “العمل ضد الجوع” جوديث إسكريبانو من أن الطلب على الشكولاتة “يشهد تنامياً ملحوظاً ومن غير المرجح أن يستطيع الكاكاو مواكبته.
وتستأثر كوت ديفوار وغانا الواقعتان في غرب أفريقيا بنصف إنتاج الكاكاو في العالم كما تشهد تلك المنطقة هطولاً في الأمطار بمعدلات غير منتظمة ورياحاً ساخنة.
وتُزرع حبوب الكاكاو فقط في ظروف شديدة الخصوصية حيث تقول إسكريبانو إن هذا المحصول يتناسب تماماً مع درجات الحرارة الثابتة والرطوبة العالية والأمطار الدورية.
وتقود درجات الحرارة المرتفعة إنتاجية الكاكاو إلى مستويات عالية حيث ستكون هناك أراضٍ أقل ما يمكن أن يؤدي إلى إزالة الغابات.
8- القهوة
كما تبرز القهوة محصولاً قيِّماً للعديد من صغار المزارعين الذين يعولون على الدخول المتحققة منه في شراء الغذاء والمستلزمات الأساسية اللازمة لأسرهم وذويهم.
وفي البلدان الكبرى المنتجة للقهوة يتيح المحصول فرصة اقتصادية ذهبية من خلال زراعته أو معالجته أو تجارته أو تمويله وما يرتبط بذلك من أدوار ذات صلة.
لكن قد تكون كل تلك الأنشطة عُرضة للخطر نتيجة تغير المناخ وفق ما حذرت منه إسكريبانو.
فعلى سبيل المثال من الممكن أن تفقد إثيوبيا أكبر مُنتِج للقهوة في أفريقيا 25 بالمئة من إنتاجية هذا المحصول بحلول نهاية العقد الجاري 2030.