
قمة المناخ كوب 28… ثلاث قضايا تنتظر الحسم على طاولة قادة العالم ومشاركة سورية
تنتظر ثلاث قضايا بيئية مهمة حسمها خلال انعقاد قمة المناخ كوب 28 التي تستضيفها مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ما بين 30 تشرين الثاني الجاري و10 كانون الأول المقبل 2023 والتي تتمثل في خفض انبعاثات غاز الميثان وسدّ الفجوة في تمويل المناخ وطريقة وسرعة إنهاء استعمال الوقود الأحفوري.
معارضة لاستضافة الإمارات قمة المناخ كوب 28
وأثارت استضافة الإمارات إحدى الدول الرائدة في إنتاج النفط لقمة المناخ كوب 28 وهي أهم تجمع للمناخ في العالم غضباً شديداً بين مؤيدي حماية البيئة.
حيث يرى بعض مؤيدي حماية البيئة أن كون رئيس قمة المناخ كوب 28 الدكتور سلطان الجابر يدير شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” في الإمارات دليل على أن الإصلاح يجري نيابة عن شركات النفط الكبرى.
كما يرى بعض المحللين أن الشعور بهشاشة معالجة تغير المناخ يأتي من كون مدينة أبوظبي على الخليج العربي تمثل طريق الشحن إلى الأسواق العالمية لأكبر تجمع لاحتياطيات النفط في العالم ولأن ميناء الفجيرة على خليج عُمان يُعدّ مركزاً تجارياً لناقلات النفط الروسي الذي يتهرب من العقوبات الغربية.
في المقابل تعاني المنطقة من نقص المياه والغذاء المنتج محلياً ومن ارتفاع حرارة الصيف المرتفعة إضافة إلى أن المدن المبنية على هذه الرمال الصحراوية معرضة لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر بحسب ما نشرته صحيفة ذي إيكونوميست البريطانية.
وتُعد الثقة بين العديد من المندوبين المشاركين في قمة المناخ كوب 28 منخفضة للغاية لدرجة أن المحادثات قد تنهار الأمر الذي يدعو للقلق.
في سياق متصل وجد تقرير للأمم المتحدة أن خطط العمل الوطنية المتعلقة بالمناخ التي وضعتها الأطراف الـ 198 في اتفاق باريس للمناخ غير كافية لمعالجة الانبعاثات.
ومن ثم فإن تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية الذي دعا إليه اتفاق باريس لمؤتمر الأطراف الـ21 في عام 2015 غير مؤكد.
ثلاث موضوعات تتطلب العمل
وتتطلب ثلاث موضوعات كبرى العمل والحسم في قمة المناخ كوب 28 –الأول- هو مهمة اتخاذ إجراءات صارمة ضد انبعاثات غاز الميثان وهو أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي التي تُتجاهل عادةً.
والموضوع الثاني هو الحاجة إلى سدّ النقص الهائل في تمويل المناخ في حين يتمثل الموضوع الثالث في معركة إيديولوجية بشأن طريقة وسرعة إنهاء استعمال الوقود الأحفوري.
تمويل المناخ
وعلى الرغم من أن غاز الميثان أقصر بقاءً في الغلاف الجوي من ثاني أكسيد الكربون فإنه يسبب ما لا يقل عن ربع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي.
ويقول رئيس مجموعة إي دي إف البيئية “فريد كروب” إن معالجة غاز الميثان هي أسرع فرصة متاحة لإبطاء معدل الاحتباس الحراري وبالنظر إلى أن غاز الميثان يمثّل المكون الرئيس للغاز الطبيعي فإن معالجة الانبعاثات الصادرة عن صناعة الطاقة سيكون لها تأثير كبير.
وغالباً ما يكون الاسترداد سريعاً إذ يمكن بيع غاز الميثان الذي لا يجري تنفيسه أو حرقه خلال استخراج الغاز حسبما يقول رئيس مبادرة النفط والغاز للمناخ (أوه جي سي آي) وهو تحالف يضم عشرات من شركات النفط والغاز الرائدة بيورن سفيردوب.
وقد نجح أعضاء المبادرة في خفض انبعاثات غاز الميثان بمقدار النصف تقريبا منذ عام 2017 من معدل تسرب قدره 0.3% من إجمالي الغاز المسوّق إلى 0.15% في عام 2022 باستعمال تقنيات تراقب التسربات وتعمل على تحسين العمليات وتعهدوا بالحفاظ على هذا المستوى أقل من 0.2%.
ويشير بعض التحليلات إلى أن العديد من الشركات الوطنية تقاوم هذه الخطوة لكن بيورن سفيردوب أفاد بأن الزخم يتزايد للتعاون في قمة المناخ حتى بين تلك الشركات.
وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه هذا الأسبوع مع الولايات المتحدة تفيد الصين (أكبر دولة مصدرة لانبعاث غاز الميثان على مستوى العالم) أنها تعتزم للمرة الأولى إدراج الغاز في خطتها الوطنية للمناخ.
من جهته وافق الاتحاد الأوروبي مؤخراً على فرض قيود صارمة على انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن الوقود الأحفوري، بما في ذلك الواردات.
تمويل الدول الغنية
وتشكو الاقتصادات الناشئة من إخفاق العالم الغني في الوفاء بوعوده لتمويل المناخ بسبب أن مبلغ الـ 100 مليار دولار الذي كان من المقرر أن تقدمه الدول الغنية بحلول عام 2020 لم يصل بالكامل بعد حسبما نشرته صحيفة ذي إيكونوميست البريطانية.
وفي قمة المناخ (كوب 27) في مصر العام الماضي تم الاتفاق من حيث المبدأ على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار لتعويض البلدان المعرضة للخطر التي تسهم غالباً بأقل قدر من الانبعاثات.
وبعد عملية شاقة وافق المفاوضون مؤخراً على منح البنك الدولي دوراً مؤقتاً في استضافة هذا المرفق الجديد لكنهم فشلوا في الموافقة على تمويله وقد يعلن الاتحاد الأوروبي بعض التمويل في قمة المناخ (كوب 28).
مشاركة سورية في كوب 28

المهندس حسين عرنوس
وضمن أعمال الدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (cop28) يترأس المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء وفد الجمهورية العربية السورية المشارك في القمة العالمية للعمل المناخي.
ويضم الوفد السوري وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف، ونائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ، ومعاون وزير الموارد المائية لشؤون الاستراتيجية المائية المهندس جهاد كنعان، وعدداً من المعنيين والمختصين في مجالات البيئة والمياه والبحوث الزراعية.
ويقدم الوفد السوري خلال مشاركته في جلسات القمة عدداً من أوراق العمل والرؤى المتعلقة بمواجهة التحديات البيئية وضرورة تكثيف الجهود والتعاون الدولي لمواجهة التغيرات المناخية والتحديات الناتجة عن تأثيراتها على الإنتاج الزراعي والمياه وسبل العيش.
كما ويلتقي الوفد على هامش القمة عدداً من الوفود المشاركة لبحث سبل تعزيز التعاون في مجال البيئة ومواجهة التغيرات المناخية.
هذا وتشارك سورية في المجهود العالمي لحماية البيئة العالمية إضافةً إلى الجهود الحثيثة المبذولة على المستوى الوطني لحماية البيئة، رغم كل الصعوبات والتحديات الناتجة عن تداعيات الحرب على سورية كذلك تعكس مشاركة سورية في مؤتمر المناخ (cop28) التزامها بكل الاتفاقيات والمعاهدات البيئية الدولية التي صادقت عليها، إيماناً منها بأن البيئة مسؤولية جميع الدول.