بفعل التغيّر المناخي ستصبح الموجات الحارة أطول في المدة وأقوى في التأثير، مما سيؤثر بشكل سلبي في صحة البشر أجمعين، حسب دراسة لفريق بحثي بقيادة علماء من جامعة “سون يات سين” الصينية.

وتُعرف الموجة الحارة بأنها ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة في مكان ما عن معدلاتها بفارق كبير مقارنة بالمعدلات الطبيعية لهذا المكان، وعادة ما تقترن الموجات الحارة مع ارتفاع في نسبة الرطوبة الجوية، الأمر الذي يمكن أن يصيب البشر -وبخاصة ممن يعملون في وظائف تُعرضهم للشمس مثل رجال المرور وعمال البناء- بالإجهاد الحراري.

وللتوصل إلى تلك النتائج التي نشرها هذا الفريق في دورية “ساينس أدفانسز”، قام الباحثون ببناء عمليات محاكاة حاسوبية أُدخلت فيها بيانات متوسط درجات الحرارة العالمية ومعدلات الموجات الحارة وحالات الضرر الصحي الناتجة عنها، حيث أظهرت ارتباطاً قوياً بين شدة وطول ومعدلات الموجات الحارة وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسببة لتغير المناخ.

يعرف الاجهاد الحراري بأنه عدم قدرة الجسم على التكيف مع الحرارة الشديدة، مما يتسبب في مشكلات طبيّة تبدأ بالعطش والجفاف وقد تتطور لتصل إلى صدمة حرارية تؤدي إلى الموت.

بفعل التغيّر المناخي.. العالم يتغيّر

وبحسب الدراسة الجديدة، فقد تبين أنه منذ 1979 كانت حركة موجات الحرارة العالمية تتحرك بشكل أبطأ بمقدار الخُمس على الأقل مقارنة بما سبق تلك الفترة، ويعني ذلك أن أمد الموجة الحارة يطول.

وعلى سبيل المثال فإنه خلال الفترة من عام 1979 إلى عام 1983 كان متوسط عدد الأيام في موجات الحرارة العالمية 8 أيام، ولكن هذا الرقم ارتفع خلال الفترة من 2016 إلى 2020 إلى 12 يوماً. ويعني ذلك أن جموح الموجات الحارة سيمضي في تطوره خلال ما هو قادم من فصول الصيف.

وإلى جانب ما سبق، قدر الباحثون أن أطول الموجات الحارة بين قارات العالم خلال الفترة الماضية كانت في قارتي آسيا وأوروبا، أما أفريقيا فكانت أعلى في تردد الموجات الحارة، بينما عانت أميركا الشمالية وأستراليا من أكبر ارتفاعات في درجات الحرارة بالنسبة للمساحة.

يوصي الباحثون ببذل مزيد من الجهد في قضية التغير المناخي، فقد بات من المؤكد أن آثاره الضارة ستستمر في وتيرة متزايدة وبشكل سيؤثر بشدة على كل دول العالم.

خطر قادم

وتتفق نتائج تلك الدراسة مع دراسة أخرى توصل إليها فريق بحثي من جامعة “كاليفورنيا إيرفين” في 2017 تربط بين الارتفاع السريع في متوسط درجات الحرارة بسبب التغير المناخي في الهند كنموذج بحثي خلال الفترة بين عامي 1960 و2009، وارتفاع تردد الموجات الحارة بها.

ووجدت الدراسة أن الموجات الحارة ارتفعت بمعدلات وصلت إلى 50% في جنوب وغرب البلاد، وبناء عليه ارتفعت احتمالات حدوث حالات الوفاة المرتبطة بالموجات الحارة لتصل إلى 146%.

وبشكل عام، يوصي الباحثون في هذا النطاق ببذل مزيد من الجهد في قضية التغير المناخي، فقد بات مؤكدا أن آثاره الضارة ستستمر بوتيرة متزايدة وبشكل سيؤثر بشدة على كل دول العالم، وهو ما قد يتسبب مستقبلاً باضطرابات سياسية أو ما هو أسوأ.

المصدر: مواقع إلكترونية

اقرأ أيضاً.. ارتفاع منسوب المياه يهدد طيور الفلامنغو بأفريقيا

صفحتنا على فيس بوك