المصفاة تشارك في المؤتمر السنوي للمعهد العالي لبحوث البيئة بجامعة تشرين
تحت رعاية رئيس جامعة تشرين الدكتور بسام حسن وبالتعاون مع شركة مصفاة دمشق للبتروكيمياويات وبمناسبة يوم البيئة العالمي، أقام المعهد العالي لبحوث البيئة في الجامعة مؤتمره السنوي تحت عنوان “الاستدامة البيئية” بمشاركة معاهد وكليات من جامعات دمشق وحلب وطرطوس والمنارة الخاصة ومؤسسات وهيئات بحثية وجمعيات أهلية، وذلك في قاعة المكتبة المركزية في الجامعة.
المؤتمر السنوي للمعهد العالي لبحوث البيئة بجامعة تشرين
وناقش المؤتمر على مدى يومين آلية تقليل انبعاثات الكربون والحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من النفايات والتلوث وتعزيز المجتمعات المستدامة.
مدير عام شركة مصفاة دمشق للبتروكيمياويات الدكتور سامر أبو عمار أعرب في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر عن سعادته بوجوده في رحاب جامعة تشرين وعن دعم ومشاركة الشركة في المؤتمر من أجل الوصول إلى بيئة خضراء في طريق التنمية المستدامة.
كما قدم أبو عمار نبذة مختصرة عن الشركة موضحاً أنها حملت على عاتقها ثلاث مهام رئيسية تجسدها من خلال ثلاث برامج عمل هي: البيئة حيث كثفت الشركة جهودها لخلق ثقافة بيئية واعية مشيراً إلى أن الشركة وقعت مع جامعة دمشق اتفاقية في عام 2007 لاحتضان الطلبة في المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا إضافة لتقديم الدعم للأبحاث التطبيقية التي تخلق أثراً جوهرياً في الوعي البيئي أو تعمل على تقليل الآثار البيئية الضارة.
وثانياً البحث العلمي لتطوير المنتجات، حيث سعت الشركة لتطوير خبراتها والاستفادة من مراكز البحث العلمي فقامت الشركة بتجديد اتفاقية التعاون العلمي مع جامعة دمشق عام 2022 وتوقيع اتفاقية تعاون علمي في أواخر عام 2023 مع جامعة البعث.
ترحيب من المصفاة بتوقيع مذكرة تفاهم مع الجامعة
وأعرب الدكتور أبو عمار عن سعادته بفتح جامعة تشرين أبوابها لطلبتها وأساتذتها للعمل مع الشركة بعد توقيع مذكرة التفاهم لتعزيز التعاون العلمي بينهما في مجالات التدريب والتعليم والتبادل الأكاديمي والبحث العلمي في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
إضافة لتوقيع مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم في مطلع العام الماضي لتوطيد التوعية البيئية وتحفيز الطلبة على الاهتمام بالبيئة كوسيلة من وسائل تحقيق التنمية المستدامة.
وثالثاً الصناعة، حيث توجهت الشركة في عام 2020 لتكبير حجم منشأتها واستقدمت برج تقطير تجزيئي ومتمماته والعديد من الآلات اللازمة لإعادة تدوير المخلفات النفطية منوهاً بتأسيس صناعة بيئية جديدة في سورية تسهم في تقليل الآثار الضارة لتلك المواد والمخلفات النفطية السامة وتحويلها إلى فرصة اقتصادية، مشيراً إلى أن الشركة تعمل حالياً على إنتاج زيوت الفرامل وإنتاج الماء المقطر والأوكتان بوستر وبعض المذيبات السريعة وإنتاج الفحم والزفت والعوازل.
ولفت الدكتور أبو عمار إلى وجود المؤسسة الخضراء لحماية البيئة التي تعزز الشركة من خلالها المساهمة الاجتماعية من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي للأفراد والمؤسسات لتحسين وتعزيز دورهم في حماية البيئة.
وفي ختام كلمته قدم الدكتور أبو عمار الشكر لرئيس مجلس إدارة شركة مصفاة دمشق للبتروكيمياويات الأستاذ أحمد الأنصاري وكافة العاملين في الشركة وللدكتور بسام حسن رئيس جامعة دمشق لرعايته ودعمه للجهود من أجل توقيع مذكرة التفاهم مع الجامعة وكذلك لعميدة المعهد العالي لبحوث البيئة الدكتورة هاجر ناصر لجهودها في توقيع المذكرة والعمل الكبير لإنجاح المؤتمر.
وفي تصريح خاص أوضح الدكتور أبو عمار أن المصفاة في مطلع كل عام تعد خطة علمية للوصول إلى مراكز البحث العلمي ومراكز الأبحاث التطبيقية والجامعات السورية واليوم يأتي الاتفاق وتوقيع مذكرة التفاهم مع جامعة تشرين في إطار تطبيق هذه الخطة وفي سياق ربط الجامعة بالمجتمع وربط العلم بالعمل من خلال استفادة الجامعة من الميادين العملية والميدان التطبيقي لتطبيق طلبة الجامعات أبحاثهم والاستفادة من مصادر الشركة من أجل الوصول إلى نتائج أكثر دقة وقابلة للتطبيق، وبالمقابل تستفيد الشركة من الجامعة من خلال الأبحاث التي تواكب التطور والتحديثات والتغيرات التي تطرأ في مجال البيئة والصناعة وغيرها من الأهداف التي تنشدها الشركة.
أهمية التعليم المستدام البيئي
بدورها عميد المعهد العالي لبحوث البيئة الدكتورة هاجر ناصر بينت في كلمة لها أن سورية تشارك في هذه الاحتفالية العالمية بشعار الاستدامة البيئية والتنمية المستدامة لأنهما معيارين مهمين وأساسيين لرفاهية البشر وضبط النظام البيئي والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وأضافت أن الاستدامة البيئة هي مفهوم يركز على تحقيق التوازن بين البيئة والاقتصاد والمجتمع وتهدف إلى المحافظة على التنوع البيولوجي وتحسين جودة المياه والهواء وحماية الموارد الطبيعية وتقليل الانبعاثات الضارة وتعزيز الطاقات المتجددة والممارسات الزراعية المستدامة والحد من التلوث والنفايات.
ولفتت الدكتورة ناصر إلى أنه يمكن للتعليم المستدام البيئي الذي تبناه المعهد العالي لبحوث البيئة أن يحقق الاستدامة البيئية عن طريق توعية الأفراد عبر توفير المعلومات والمعارف اللازمة لتحسين وعيهم حول المسائل البيئية المختلفة وكيفية التعامل معها.
وتطوير المهارات مثل القدرة على التخطيط لعمليات إدارة النفايات وإعادة التدوير وكذلك تعزيز السلوك المستدام والسلوك البيئي الإيجابي مثل تقليل استخدام البلاستيك والعمل على توفير مصادر طاقة متجددة.
والتعاون والشراكة بين المجتمع والحكومات والشركات لتحقيق الاستدامة البيئية من خلال دعم المشاريع والأبحاث العلمية البيئية إضافة للتكيف مع التحديات المتغيرة إذ أن التعليم المستدام البيئي يساعد على تطوير القدرة على التكيف مع التحديات البيئية المتغيرة مثل تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وتوجهت الدكتورة ناصر بالشكر لجميع الجهات المشاركة والمتعاونة والداعمة ومنهم رئيس جامعة تشرين ومصفاة دمشق للبتروكيمياويات وأكساد والنقابات والجمعيات والشركات المشاركة.
معالجة المخلفات النفطية
وقدم مدير التطوير والبحث العلمي في مصفاة دمشق للبتروكيمياويات الدكتور مروان عامر محاضرة بعنوان “معالجة المخلفات النفطية وأثرها الإيجابي على البيئة” بين فيها أن مصفاة دمشق تعمل في مجال إعادة تدوير الزيوت المستعملة والنفايات النفطية لإنتاج زيوت أساس معدنية جديدة صالحة للاستخدام في مختلف المحركات والآلات الصناعية، مشيراً إلى أن المصفاة الأولى في سورية بمجال إنتاج زيوت الأساس والمخاليط الهيدروكربونية المركزة والموثقة من قبل هيئة المواصفات القياسية العربية السورية.
كما استعرض نماذج لمنتجات الشركة الناتجة عن إعادة تدوير المخلفات النفطية من زيوت أساس متنوعة ومخاليط هيدروكربونية مركزة.
ولفت الدكتور عامر إلى أن المخلفات تؤدي إلى الكثير من الأمراض مثل التهاب الأذن والأنف والحنجرة وأمراض الكبد والتهاب الأمعاء والأمراض السرطانية إلى جانب القضاء على الكثير من أنواع الأسماك البحرية التي كانت تعيش فيه.
وأن حرق نفايات الزيوت المستعملة يؤدي إلى مشاكل بيئية متعددة وزيادة نسبة الغازات المحملة بالمركبات السامة في الجو وأن كل واحد ليتر من الزيت المستعمل يلوث التربة ويحولها الى تربة غير صالحة للاستخدام لمدة 4 سنوات.
وفي مداخلة له في اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر بين الدكتور عامر أن جالون واحد (3.8)ليتر من نفايات الزيوت المعدنية المستعملة يمكن أن تلوث مليون جالون من الماء وأن هناك الكثير من الإحصائيات في بعض الدول تشير الى أن 40 بالمئة من التلوث الموجود في مجال المياه ناتج عن نفايات الزيوت المعدنية.
وألقى كلمة مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” في المؤتمر الدكتور أيهم الحمصي نيابة عن مديره العام الدكتور نصر الدين العبيد بين فيها الدكتور العبيد أن مركز “أكساد” يسعى لتحقيق الأمن الغذائي والمائي العربي وتوحيد الجهود تجاه التحديات البيئية التي يعاني منها عالمنا المعاصر والحد من التغيرات المناخية التي تعصف بالمنطقة العربية.
ولفت الدكتور العبيد إلى أن أكساد نشرت أفضل الممارسات المستدامة وتبنت أحدث التقنيات للتكيف مع ظاهرة التغير المناخي وكثفت نشاطها التدريبي لبناء القدرات ونقل التكنولوجيا ساعية في الوقت نفسه إلى تقوية الروابط والمفاهيم بين التنوع البيولوجي وبين النظم الزراعية الغذائية.
وأعرب الدكتور العبيد عن استعداد أكساد لوضع جميع إمكانياته وخبراته في خدمة جامعة تشرين وباحثيها لإجراء البحوث الرائدة وتعميم مخرجاتها لتحقيق الأهداف الإنمائية المشتركة.
وأشار العبيد إلى إن متطلبات النجاح للتغلب على مجمل التحديات البيئية التي تعاني منها منطقتنا العربية واستدامة الموارد الطبيعية والمحافظة على انتاجيتها يتطلب منا اتباع سياسات متكاملة سعياً لتحقيق الأمن الغذائي وبما يحقق أهداف التنمية المستدامة.
محاضرات علمية غنية تتناسب مع المرحلة الراهنة
وقدم خلال المؤتمر عدد من دكاترة الجامعات والباحثين والمهندسين محاضرات تناولت تأثير التغيرات المناخية، ونشر تقانات الغاز الحيوي للحد من آثار التصحر والجفاف، وأثر المعاملات الزراعية على تحمل المحاصيل لإجهادات الجفاف والملوحة، وتطبيقات الاستشعار عن بعد في مراقبة التغيرات المناخية والأرضية والنباتية، والغابات، واستخدام نظم المعلومات في الدراسات، والأسمدة العضوية، والطاقة الشمسية، ودور العلوم الإنسانية في حماية المنظومات البيئية، وغيرها.
كما تم خلال المؤتمر عقد جلسات حوارية تم خلالها مناقشة المحاضرات والإجابة على أسئلة الحضور.
حضر المؤتمر الأستاذ أحمد الأنصاري رئيس مجلس إدارة شركة مصفاة دمشق للبتروكيمياويات والدكتور بسام حسن رئيس جامعة تشرين ومعاون وزير الموارد المائية الدكتور جهاد كنعان وأمين فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي ونائب مدير عام منظمة “أكساد” ودكاترة من جامعات حلب ودمشق وطرطوس والمنارة وممثلو مؤسسات حكومية وهيئات بحثية وجمعيات بيئية ونقابات ومهندسون وطلبة جامعيون.
اقرأ أيضاً…مذكرة تفاهم بين المصفاة وجامعة تشرين لتعزيز التعاون العلمي المشترك