تكنولوجيا خاصة لزراعة الخضروات في ظروف مناخية مختلفة
أبدى علماء روس من الجامعة الزراعية الحكومية الروسية “تيميريازيف” استعدادهم لتطوير الصناعة الزراعية في أي منطقة بغض النظر عن الظروف المناخية عبر تكنولوجيا خاصة للزراعة حيث ستساعد مزارع المدينة في عملية زراعة الخضروات الصغيرة وذلك من خلال تطوير هذه التكنولوجيا خاصة.
تكنولوجيا خاصة لزراعة الخضروات
وأشار مدير قسم علوم النبات في الجامعة البروفسور إيفان تاراكانوف إلى أنه يتم إعداد مزارع في المدن لنقل التجربة إلى القطب الشمالي حيث يعتزم المختصون في المستقبل تطبيق التجربة في الدول التي تتمتع بمناخ جاف على سبيل المثال الإمارات العربية المتحدة.
كيف تبدو مزرعة المدينة؟
وتتألف مزرعة المدينة من بيوت بلاستيكية صغيرة يتم تجهيزها بطريقة لا تتلقى الأضواء من الخارج حيث تتم عملية التحكم بشكل كامل في مستوى الضوء ومستوى الرطوبة بالإضافة إلى درجة الحرارة من قبل علماء التكنولوجيا الحيوية كما أن لكل نوع نباتي متطلبات فردية للنمو بما في ذلك لون الإضاءة.
وفي الوقت ذاته يمكن أن تكون البيوت البلاستيكية مختلفة الحجم والقياس وهذا ما يجعلها فريدة من نوعها ولهذه الغاية تم تطويرها لتلبية احتياجات القطب الشمالي.
وتابع البروفسور تراكانوف: في موسكو يمكننا تخصيص مزرعة كبيرة على سبيل المثال قبو أو مستودع كبير بالنسبة للمنطقة القطبية الشمالية قمنا بتطوير مزارع صغيرة الحجم تعتمد على حاويات الشحن لافتا إلى أن الميزة الأساسية أنها سهلة الحركة ويمكن نقلها بشكل بسيط ويمكن وضعها على منصة أو نقلها بواسطة مقطورة وتسليمها إلى أي نقطة.
ووفقاً للبروفيسور فإن نقل مزارع المدن الصغيرة نسبياً سيسمح بزراعة الخضروات والخضر الصغيرة بالقرب من المستهلك قدر الإمكان مضيفاً.. إن نظام البيوت البلاستيكية العمودية مستقل تماما ويسمح لك بزراعة الخضروات بشكل كامل دون أي عوائق مشيرا إلى أنه تم عقد اتفاقيات مع بعض المدارس في مدن أقصى الشمال على سبيل المثال في إقليم يامال نينتس حيث سيتمكن تلاميذ المدارس في فصول علم الأحياء من زراعة الخضروات في هذه المزارع الصغيرة بمفردهم وسيكون لديهم القدرة على استهلاكها وتناولها في مطعم المدرسة.
الميزة الرئيسية لمزارع المدينة الروسية
وتعد الميزة الرئيسية لهذا التطور هي سهولة نقل هذه البيوت البلاستكية الزراعية بالإضافة إلى قدرة التحكم بنظام الضوء وذلك بفضل تطوير تقنية “LED” التي باتت أداة قوية لإدارة نمو النبات وتطويره إذ يمكن التأثير على تراكم الكتلة الحيوية الموجودة في النباتات بما في ذلك إمكانية زيادة تركيب المحتويات الطبية التي يحتاجها العلماء في الأعشاب.
وأوضح تاراكانوف أنه بفضل إضافة الأشعة فوق البنفسجية تمكن العلماء من مضاعفة إنتاج المركبات الدوائية الرئيسية فمن خلال مقارنة الإنتاج الأجنبي فهناك غياب تام لاستخدام مصابيح “LED” بشكل أساسي عكس مصابيح الصوديوم التي تستهلك خلال استخدامها عند زراعة الخس والخضر الصغيرة ضعف كمية الكهرباء وهناك مخاطر حصول حروق وارتفاع درجات الحرارة لدى النباتات.
ما الذي يمكن زراعته في القطب الشمالي؟
وفي القطب الشمالي وكذلك في المناطق الأخرى حيث لا توجد تربة خصبة من الممكن تماماً زراعة الخضروات الصغيرة والتوت حيث يواصل العلماء الروس العمل على زيادة عدد المحاصيل المناسبة للزراعة في البيوت البلاستيكية العمودية.
ويقول البروفسور تاراكانوف في هذا الصدد: بادئ ذي بدء الخس والخضروات ونباتات التوت ويمكن كذلك زراعة التوت الأسود والفراولة والعنب البري ونحن الآن نقوم بذلك بنشاط مع التوت: فهي واعدة جدا لمثل هذه الزراعة مضيفاً يتم حالياً العمل على زراعة الكرز في المزرعة وهذا يمكن رؤيته فقط هنا.
واختتم تاراكانوف: نظراً لوجود طلاب أجانب بمن فيهم طلاب من الشرق الأوسط يتلقون تعليمهم في الجامعة الروسية الحكومية الزراعية فإن العلماء الروس على استعداد لمشاركة خبراتهم في بناء هذا النوع من المزارع مع زملائهم الأجانب بعد كل شيء إذا كانت النباتات في البيوت البلاستيكية العمودية الصغيرة قادرة على إنتاج محاصيل في القطب الشمالي فلماذا لا نحاول زراعة الخضروات في الصحراء؟.
