أثر التغيرات المناخية على سورية محور ورشة أقامتها وزارة الإدارة المحلية والبيئة يوم 24 أيلول 2023 تحت عنوان (التغير المناخي في سورية..الواقع والتحديات) إضافة لمناقشة المشاركة في الجهود العالمية والإقليمية بهدف التصدي لآثار هذه التغيرات.

إنشاء قاعدة بيانات دقيقة لتحديد أثر التغيرات المناخية على سورية

ودعا المشاركون في الورشة التي أقيمت في جامعة دمشق إلى توسيع التشاركية بين كل القطاعات والمجتمع في مواجهة التحديات التي تشكلها التغيرات المناخية وإنشاء قاعدة بيانات دقيقة وبنك معلوماتي واضح للوصول إلى كل الجهات ذات الصلة ووضع خرائط منهجية تبين الدول والمناطق التي تتعرض للتغيرات المناخية.

إضافة إلى تعزيز وعي الشباب بقضايا المناخ وتوفير الموارد التعليمية حول التغير المناخي وتشجيع الأنشطة البيئية ودور المجتمع الأهلي في حملات التوعية والدعم والتوجيه وتنظيم الفعاليات والمشاريع المشتركة.

وتخللت الورشة جلسات حوارية تناولت عدة محاور تدخل في سياق التغيرات المناخية والبيئة والزراعة والموارد المائية والكهرباء والطاقة المتجددة ودور الشباب في هذا المجال.

التزام سوري بحماية البيئة ومواجهة التغيرات المناخية

وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أكد أن سورية من أوائل الدول الملتزمة بالمواثيق الدولية في مجال حماية البيئة ومواجهة التغيرات المناخية والمؤسسين والموقعين على الاتفاقيات التي وصل عددها إلى 35 اتفاقية لافتاً إلى أن سورية قطعت شوطاً كبيراً في مجال التصدي للتغير المناخي حيث يوجد برامج عديدة بدءاً من قانون حماية البادية والحراج والآبار وصندوق مكافحة الجفاف إلى اتفاقية باريس للمناخ كما قطعت شوطاً في مجال إحداث المحميات الطبيعية وحمايتها.

وأشار المهندس مخلوف إلى أن استغلال الاحتلالين الأمريكي والتركي وأدواتهما من الإرهابيين للموارد المتعددة في المناطق التي يحتلونها والذي أفضى إلى التكرير البدائي للنفط وقطع المياه أثر على التنوع الحيوي في سورية وألحق ضرراً به كما أدت الإجراءات القسرية أحادية الجانب من قبل الغرب إلى حرمان سورية من احتياجاتها في العديد من المجالات ومنها الطاقة.

وقال الوزير مخلوف: إن سورية كجزء من الأسرة الدولية ستلتزم بواجباتها والخطط المطلوبة التي تساعد الدول ولا سيما النامية على التكيف مع التغير المناخي ونقل المعرفة والتكنولوجيا المطلوبة في هذا المجال وهذا ما نتطلع إليه من جهود الدول المشاركة في مؤتمر (كوب 28) في الإمارات وما تحققه من نتائج مهمة في ظل إمكانية الاستفادة من صناديق دعم الدول المتأثرة بالتغيرات المناخية كصندوق التكيف، حيث إن سورية تأثرت بشكل كبير بالتغيرات المناخية.

دعوة لتوحيد الجهود لمواجهة آثار التغيير المناخي

ودعا الوزير مخلوف إلى التركيز على ضرورة توحيد الجهود المطلوبة لمواجهة آثار التغيير المناخي والتحسس لمخاطره والسعي الجاد للتغلب على آثاره، والانتقال من مرحلة التخطيط على المستوى العالمي إلى التنفيذ، مبيناً أن سورية استفادت من المنظمات الدولية لمواجهة آثار التغير المناخي في مشروع الغوطة الشرقية لتعزيز قدرة المجتمعات المحلية في المنطقة لمواجهة تغيرات المناخ ونقص المياه عبر الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية وتدخلات التكيف الفورية، وهو يعد أول مشروع ينفذ بالتعاون مع برنامجي الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) والإنمائي ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو).

دعم العمل لتقليل الانبعاثات الكربونية

من جانبه القائم بأعمال سفارة الإمارات العربية المتحدة بدمشق المستشار عبد الحكيم النعيمي أكد أهمية مشاركة سورية في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) الذي تستضيفه دبي خلال الفترة الممتدة من الـ 30 من تشرين الثاني إلى الـ 12 من كانون الأول من العام الجاري في سياق تعزيز العمل الجماعي لمواجهة تداعيات تغير المناخ.

وأشار النعيمي إلى أهمية تعزيز ودعم العمل نحو تقليل الانبعاثات الكربونية وحشد الجهود الدولية تجاه دعم العمل المناخي والتركيز على كونه فرصة للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام وإيجاد حلول ملموسة وفعالة لمكافحة التغيرات المناخية التي تشكل تهديداً مباشراً على العالم من خلال التنوع البيولوجي والأمن المائي والغذائي وتزايد الفيضانات وارتفاع درجة الحرارة.

أثر التغيرات المناخية في سورية على الإنتاج الزراعي والوارد المائي

بدوره معاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور فايز مقداد أكد أن التدابير القسرية أحادية الجانب أثرت على صعوبة تصنيع واستيراد مستلزمات الإنتاج الزراعي وبالتالي على حجم الإنتاج وارتفاع التكاليف وأسعار الغذاء للمستهلك.

وأشار إلى أن أثر التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي والموارد الطبيعية يظهر بانخفاض مناسيب السدود والمتاح من الموارد المائية السطحية والجوفية كما تسببت موجات الحرارة العالية والحرائق وموجات الصقيع والبرد والتنين البحري بإلحاق أضرار كبيرة بالإنتاج الزراعي.

كما استعرض معاون وزير الموارد المائية المهندس جهاد كنعان واقع الموارد المائية الحالي لافتاً إلى أن سورية تواجه العديد من التحديات لجهة اضطراب المواسم المطرية وارتفاع درجات الحرارة والإجهاد المائي في معظم الأحواض المائية حيث إن الجزء الأكبر من الموارد المائية مشترك مع دول الجوار.

ولفت معاون وزير الكهرباء الدكتور سنجار طعمة إلى آثار الحرب الإرهابية المفروضة على سورية ووجود الاحتلال الأمريكي في بعض المناطق وما نتج عنه من تلوث بيئي نتيجة أعمال تكرير النفط البدائية وما خلفته من تلوث على الأرض والهواء والماء منوهاً بالتحول الطاقي في سورية والتوسع الكبير في الاعتماد على الطاقات المتجددة النظيفة من استثمار الطاقة الشمسية والرياح والتي تسهم في التخفيف من التلوث البيئي.

وأشار معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة الدكتور أحمد نعمان إلى أن أهم عوامل التصحر هو الرعي الجائر وسوء استعمال الأراضي وتناوب فترات الجفاف والاستخدام غير المستدام لمدخلات الإنتاج الزراعي وطرق الري التقليدية التي تسبب تملح التربة موضحاً أثر الحرب الإرهابية بتدمير المنشآت والبنى التحتية النفطية وأنابيب نقل النفط وزيادة الضغوطات على البيئة فضلاً عن تأثر الموائل الطبيعية بفعل الأنشطة البشرية المكلفة.

دور الشباب في قضايا المناخ

وعن دور الشباب في قضايا المناخ بين ممثل اتحاد الطلبة المهندس محمد باسل مدني أنه يمكن للشباب المساهمة في التصدي لتحديات المناخ من خلال التوعية والتعليم والمشاركة في الحملات البيئية وإطلاق حملات لتشجيع تجارب الطاقة المتجددة وإطلاق مشاريع إعادة التدوير والتصنيع إضافة إلى دورهم في تحفيز العمل على تبني ممارسات مستدامة عبر دعم المشاريع الخضراء والتعاون مع المؤسسات الحكومية والشركات المهتمة بالبيئة.

ولفتت رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية الدكتورة دارين سليمان إلى أهمية خروج الورشة بمخرجات متكاملة تعكس أهمية دور الشباب في مجال التغير المناخي وتأثيره على المستوى المحلي والعالمي وضرورة استثمار أفكارهم ومبادراتهم وتوظيفها في هذا المسار مضيفة: إن إطلاق مسابقة “فرصة خضراء” التي ارتبطت عناوينها بالمؤتمر المناخي الذي سيعقد في الإمارات هو جزء وحامل مهم لزيادة المعرفة لدى الشباب والتأثير في المجتمعات وتكوين الوعي اللازم في مجال التغير المناخي وحماية البيئة.

وأوضح مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “الموئل” هيروشي تاكاباياشي أن البرنامج يعمل مع برنامجي الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” لتنفيذ مشروع التأقلم البيئي في الغوطة الشرقية لمواجهة تغيرات المناخ وتنمية الموارد الطبيعية ما أمكن حيث تم العمل مع المجتمعات المحلية بالتنسيق مع الوزارات المعنية من أجل دراسة التحديات البيئية فيها.

التوجه نحو الاقتصاد الأخضر والاستفادة من الطاقات المتجددة

بدوره المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد أكد ضرورة توحيد الرؤى والجهود للحد من هذه التغيرات المناخية على الموارد الطبيعية والاستفادة من الخبرات في سبيل مواجهة آثارها من خلال توحيد الجهود واستنباط أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة والثروة الحيوانية والتوجه نحو الاقتصاد الأخضر والاستفادة من الطاقات المتجددة والتخفيف من انبعاثات الكربون وتخزينه.

المصدر: وكالة الأنباء السورية سانا
اقرأ أيضاً…أكبر محطة لشحن السيارات الكهربائية بالعالم في الصين

صفحتنا على فيس بوك