تجرى معالجة مخلفات الأسماك للاستفادة منها بتحويلها إلى منتج صديق للبيئة. أن مخلفات هذه الأحياء يمكن الاستفادة منها كمصدر للبروتين والدهن الحيواني في الأعلاف والتسميد الزراعي.

لذا يمكن الاستفادة من حجم هذه المخلفات وتحويلها إلى منتج صديق للبيئة ذي عائد اقتصادي مجدِ.

أنواع المخلفات السمكية:

تتنوع المخلفات السمكية حسب نوع الوسيلة المستخدمة في الإنتاج حيث يصاحب ناتج المصايد التجاري ناتج آخر-عرضي- غير تجاري Trashfish. وتجرى حالياً دراسة من قبل المتخصصين في مركزي أبحاث الثروة السمكية في جدو وجازان لهذا الغرض.وتم تقدير الناتج غير التجاري والذي يلقى أغلبه في عرض البحر، بينما يتم التخلص من المتبقي من المنتجات السمكية غير التجارية التي تصل مع المراكب بإلقائها في مخلفات البلديات مع مايتم التخلص منه عند تنظيف وتقطيع وسلخ الأسماك في أسواق الأسماك (أسواق التجزئة).وهناك مخلفات من نوع آخر هي الكائنات البحرية الأخرى مثل أسماك القرش الكبيرة الحجم التي تدخل في شباك البحر Trolling nets وغيرها من الدلافين والثدييات والسلاحف البحرية. وبالإضافة لما سبق هناك أيضاً مخلفات مزارع الأسماك والروبيان.

مخلفات مصايد ومزارع الأسماك

تقدر نسبة حجم مخلفات الأسماك الكبيرة والتي يتم إعداد شرائح أسماك منها بـ30-40% من وزنها، وتكون هذه المخلفات على هيئة قشور وأحشاء ورأس وذيل وزعانف وجلد، بينما تقدر مخلفات الربيان المقشر بـ25% بعد إزالة الرؤوس.

طرق المعالجة المقترحة

أولاً: معالجة المخلفات الصلبة

الحرق في أفران عالية الحرارة، على غرار الطريقة المتبعة في التخلص من النفايات الأخرى كالنفايات الطبية.

التصنيع لغرض استخدامها كمصدر للبروتين أو الدهن الحيواني في الأعلاف الحيوانية مثل تجهيز دقيق السمك أو للتسميد الزراعي، خاصة المخلفات الصلبة Compost، وتتم الاستفادة من مخلفات الأسماك كمايلي:

(أ) مفروم الأسماك:

يتم إنتاجه بتمرير أسماك Trash fish كاملة بعد إزالة أحشائها وقطع رؤوسها وهياكلها، في مفرمة مثقبة وقطر هذه الثقوب 1-7 ملم (تسمى بفاصلات اللحم عن العظم). ويتم غسل مفروم السمك بالماء البارد، مع تعديل الأس الهيدروجيني، كما يتم التخلص من الماء البارد بجهاز الطرد المركزي ويخلط معه أثناء الفرم ملح وسكر نشا وجلوتامات الصوديوم وغيرها من المواد ثم يشكل على هيئة قوالب.

(ب) دقيق وزيت السمك:

يتم إنتاج دقيق السمك عادة من أسماك صغيرة غير مناسبة للاستهلاك الآدمي، ويستخدم دقيق السمك في الأعلاف الحيوانية. أما زيت السمك؛ فاستخداماته متعددة وتشمل زيوت الطبخ ومستحضرات التجميل والدهان والمرطبات الجلدية. ويتم اختزال مخلفات القشريات –الربيان والكركند Lobster- إلى دقيق يحتوي على صبغيات الكاروتنويد، وتسمى بالأستكسانثين- Astaxanthin- التي تعطي لوناً زهرياً أو أحمر عندما تضاف لأعلاف الأسماك. كما يمكن استخدام هذا المسحوق الأحمر كمادة جاذبة لصيد الكركند.

(ج) الكيتين Chitin:

تحتوي قشور القشريات على مادة الكيتين أو مشتقاتها، ولها خصائص مشابهة لألياف السيلولوز وله أيضاً الاستخدامات نفسها، كمادة إضافية في صناعة الورق لزيادة المتانة وكمادة صوفية ملساء لاستخدامات مياه الصرف وكمادة مضافة في أغذية الأطفال، وكمادة مثبتة في مبيدات الحشرات وفي صناعات الطلاء، وفي الألياف الصناعية المركبة، وفي المواد العازلة وفي صناعة المواد الجيلاتينية.

(د) الأصداف:

يتم استخدام أصداف المحار وغيره من الرخويات كبديل للحصى في رصف الطرق وفي معالجو الحمأة، وكحبيبات مجروشة في أعلاف الدواجن، وكمصدر للجير، وكمادة تلتصق بها المحارات المستزرعة، وفي صناعة الأزارير وبعض الأشكال الجمالية، وتحتوي أنواع من الأصداف على اللؤلؤ أحياناً.

(هـ) بيض السمك:

تعتبر بعض أنواع الأسماك ذات قيمة غذائية عالية، ويتم إعداد بيض السمك بإزالته أولاً من الإناث المحملة بالبيض، يتم فصل الغشاء والأنسجة الدهنية عن البيض ويغمس البيض بعد ذلك في إناء يحتوي على ماء بارد به محلول ملحي خفيف، وتتم تعبئتها وحفظها في عبوات بعد تفريغ الهواء منها ومن ثم تبريدها عند درجة -1ْم.

(و) استخدامات أخرى:

يمكن استخلاص الأنسولين من الأسماك ذات الذيل الأصفر، كما يمكن استخدام جلود ورؤوس الأسماك في الصناعات الجلدية وفي تصنيع الصمغ.

ثانياً: معالجة المخلفات السائلة

تتم إزالة المواد العالقة بالتصفية والترسيب في أحواض مجهزة لهذا الغرض تعمل بنظام ضخ يقلل تراكم المخلفات المفاجىء، ويتم توزيع مخلفات الصرف السائلة على فترة زمنية مناسبة. ويستخدم في المعالجة الثانوية مصفى حيوي حيث يتم ضغط هواء مذاب (فقاعات هوائية) لتعويم المواد الطافية (دهون أو شحوم) حال تكونها ومن ثم كشطها.

وتعمل البكتيريا التي تنمو على أسطح وسيطة أو على أقراص دائرية Rotating disks على اختزال المواد العضوية إلى مركبات مغذية، وينطلق غاز ثاني أوكسيد الكربون وغيره من المركبات المغذية الغازية، وتتم إزالة المغذيات بالعوالق النباتية مثل Chlorela sp أو غيرها من نباتات عليا مثل حشائش spirodela polyrhiza والتي يتم حصادها وتجفيفها وخلطها مع أعلاف الحيوانات، ويتم غالباً استخدام التهوية الميكانيكية لزيادة تهوية المواد المتعفنة.